×
محافظة جازان

100 متطوع من شباب بيش يوزعون وجبات الإفطار على المسافرين

صورة الخبر

ناريمان عثمان-مخيم الزعتري أن يلعب أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين رياضة التايكوندو كانت فكرة غريبة وبدت غير واقعية حتى بالنسبة للمدير السابق للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن كيليان كلاينشميت، لكن صاحب الفكرة مدير المشروع الكوري العالمي للاجئين الدكتور لي تشول سو صمم على تنفيذها، حيث شكل فريقا للتدريب، وبدأ الأطفال بتلقي مبادئ التايكوندو في خيمة مفروشة بالرمال. والآن وبعد سنتين ونصف من العمل تحولت الخيمة إلى أكاديمية بمساحة أوسع ومرافق أفضل، ويرتادها قرابة أربعمئة طفل، مئة منهم من البنات، حصل عشرون منهم على أحزمة سوداء بينهم فتيات. فادي بكاوي -مساعد مدرب- تحدث للجزيرة نت عن تجربته في تدريب التايكوندو بالزعتري، وقال إنها رياضة تهذب الإنسان وتمنحه الهدوء وترفع ثقته بنفسه، الكثير من الأطفال في الزعتري تميزوا بها، منهم الطفلة بتول الحميدي التي حصلت على الحزام الأسود، وكذلك الطفل عمر العلي. وأردف أن مجموعة من الأطفال المتميزين في الأكاديمية يستعدون للسفر إلى كوريا لحضور عرض دولي لرياضة التايكوندو. وأضاف بكاوي أنه وزميليه ميسور النقاوة ومحمد حسن لديهم خبرة في هذه الرياضة حيث مارسوها سابقا في نادي خربة غزالة بدرعا، وكذلك الثلاثة الآخرون لديهم خلفية رياضية صقلنا مهاراتنا مع المدربين الكوريين في الأكاديمية، والآن نعمل معهم في تدريب الأطفال بالمخيم. وعن ممارسة البنات لهذه الرياضة قال بكاوي إنها لعبة غريبة عن مجتمعنا بشكل عام وطبعا المجتمع في سوريا ما كان ليتقبل بسهولة أن تمارسها الفتيات الصغيرات، لكن هنا في المخيم تقبل الأهالي الفكرة شيئا فشيئا، والآن هم فخورون بما تنجزه بناتهم. قادة ورواد بدوره، قال الدكتور لي تشول سو للجزيرة نت بعد ثلاثة أشهر من التدريب دعونا السيد كيليان لحضور عرض للأطفال، وأبدى دهشته من أدائهم، وأضاف أن الأكاديمية ليست مجرد نادٍ رياضي، إنها مشروع لتهيئة هؤلاء الأطفال ليكونوا قادة وروادا في مجتمعهم حين يعودون إلى سوريا. وتابع نهدف إلى تعليمهم العيش والتعاون بسلام بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والدينية والعرقية، لأنهم سيعودون إلى سوريا وسيعيشون مع بقية السوريون، وتقع على عاتقهم مسؤولية بناء بلدهم. يستعمل الدكتور لي كلمة أولادنا لوصف الأطفال خلال حديثه عنهم، وركز على أهمية توعيتهم وقال صنعنا جرسا علقناه في الأكاديمية باستخدام أنبوبة أكسجين مستعملة، وتصدر صوتا عاليا عند الطرق عليها، كل يوم نطرق هذا الجرس وننادي قومي سوريا، يجب أن تترسخ هذه القناعة لديهم. فكرة المشروع من ناحيته، قال مدير العلاقات العامة عدنان حجازين إن فكرة المشروع ولدت لحظة زار الدكتور لي المخيم لأول مرة برفقة السفير الكوري لتوزيع الكرفانات، ولاحظ سلوكهم العدائي والعنيف، وهذا ما دفعه لاحتضان هؤلاء الأطفال بهدف تقويم سلوكهم. وأردف أن الأطفال يتعلمون فن الرسم والموسيقى والزراعة واللغة الإنجليزية إلى جانب شيء بسيط عن لغة وثقافة كوريا، مشيرا إلى نيتهم تطوير الأكاديمية لتصبح مدرسة متكاملة مستقبلا. وتابع أن الأطفال قدموا عرضا للتايكوندو في السوق الرئيسي بالزعتري، وكذلك شاركوا في منافسة مع فريق بالعاصمة عمان وحققوا فوزا عليهم، وأيضا قدموا عرضا في حدائق الحسين. وقال تغير الأطفال كثيرا عما كانوا عليه في السابق، وهم الآن ملتزمون بالقواعد التي قامت عليها الأكاديمية، ومنها لا تأكل من أجل الأكل فقط، اعمل أربع ساعات وكل وجبة واحدة، لا تدع الغضب يسيطر عليك، لا تتعامل مع الآخرين بفوقية. ويعتبر القائمون على الأكاديمية أن انتظار الأطفال موعد التدريبات وفرحتهم بحضورها يعتبران الإنجاز الأكبر بالنسبة إليهم.