قبل سنوات تناهز الستة، اختار الرئيس الجديد للنصر -آنذاك- الأمير فيصل بن تركي محمد السهلاوي، في أولى صفقاته المحلية إعلاناً ببداية عصر النصر الجديد، بمبلغ قارب الـ32 مليون ريال سعودي، حينها كان اللاعب يشارك مع القادسية في دوري الدرجة الأولى، في الوقت الذي تساءل فيه الكثيرون: هل يستحق لاعب شاب في الدرجة الأولى هذا المبلغ؟! خريج كلية التربية الرياضية وجد نفسه احتياطياً لريان بلال في أولى مباريات الأصفر، تحت قيادة الرئيس الطامح بإعادة الذهب، احتاج مباراتين كي يلعب أساسياً مع داسيلفا، من حظه أن هدفه الدوري الأول مع الأصفر كان في شباك الهلال في أول ديربي، لكن الحظ الجيد لا يمكن أن يستمر على ذات الحال، وعاد الجفاء مع الشباك إلى قدمي الشاب الأحسائي من جديد. في موسمه الأول خرج وصيفاً للهدافين، ولذلك اختاره بيسيرو لقائمة الأخضر الذي سينازل بطل العالم المستقبلي إسبانيا، وحينها سجل في مباراته الدولية الأولى أمام إسبانيا، والحقيقة لا يعلم إن كان الهدف له أو لسلطان النمري، إذ ارتطمت الكرة بظهره قبل ولوج شباك كاسياس، لكن بعض المواقع الموثوقة سجلتها باسمه. في موسمه الثاني بدأ السهلاوي أكثر نضجاً، بفضل رجل يحفظ له المهاجم الهادئ الكثير من الود، وعن زينغا يقول: إنه مدرب استثنائي، كان هدفه صنع لاعب مثالي مني، ولا زلت أتذكر عتابه لي عندما غبت للإصابة ولم يشاهدني لوقت طويل، كان يريد مني البقاء حتى بداية التدريبات والاطمئنان علي، ذلك المدرب من أفضل المدربين الذين عملت معهم. لكن بعد رحيل زينغا لم تكن الأمور مثالية بالنسبة لأغلى لاعب سعودي ذلك الوقت، مشاكله مع الكرواتي دراغان وصلت إلى الفضاء بعدما انتقد اللاعب مدربه علناً بعد مباراة الهلال في كأس ولي العهد، وأنهى مهاجم القادسية السابق برصيد أهداف ضعيف جله سجل فترة الإيطالي والتر زينغا. بعلاقة السهلاوي والأخضر الذي قاده أمس إلى الفوز على الإمارات، جفاء غريب، شاهد بطولة كأس آسيا 2011 في منزله عندما تلقى منتخب السعودية 3 هزائم، وبعدها دخل في علاقة وثيقة مع دكة احتياط النصر، عندما تولى الأرجنتيني غوستافو كوساتس تدريب الأصفر لكن العجوز ماتورانا رأى في المهاجم الهداف موهبة لا يمكن تجاهلها فأصر عليه أن ينتظم بتمارين إضافية لبناء الجسم، وبعدما كان سجله التهديفي ضعيفاً مع ابن التانغو وجد الأحسائي نفسه يلعب مع ماتورانا النهائي الأول في مسيرته الصفراء، لكنه خسر أمام أهلي جدة 4-1 في نهائي كأس الملك، وقبلها تجاوزته اختيارات فرانك ريكارد للمباراة المصيرية أمام أستراليا التي ودع منها الأخضر. في الموسم التالي صنع الكولومبي ماتورانا وحشاً في السهلاوي، الذي استملأ زيارة شباك المنافسين، رحل الأول وحضر كارينيو واستمر السهلاوي على حاله حتى سجل هدف الفوز في شباك الهلال، بعد عودته خائباً من البحرين التي شهدت خروج الأخضر، ورحيل ريكارد إلى هولندا. مع كارينيو لم يختلف الوضع، موسم أنهاه رابعاً، وفي التالي كان بطل الكأس والدوري، ورحل الأول وواصل السهلاوي هوايته وقاد فريقه إلى بطولة الدوري مع داسيلفا، الرجل الذي ركنه احتياطيا في مباراته الأولى قبل 6 سنوات. في ظرف 4 أشهر، بات السهلاوي طالب الماجستير الحالي، ثالث أعظم هداف في تاريخ ديربي الرياض العريق، والوحيد الذي سجل في 6 مباريات متتالية كان أولها هدفه في شباك عبدالله سديري 2013، والأخير رأسية في مرمى خالد شراحيلي بنهائي كأس الملك الأخير، أما عن الأخضر فهو اللاعب الوحيد الذي سجل في 7 مباريات متتالية، بدأها أمام كوريا الشمالية في النصف الآخر من العالم، وأنهاها بهدف الفوز أمام الإمارات، وهو من أحرز هدف التعادل في ذات المواجهة كذلك، في ملعب الملك عبدالله غربي السعودية.