يشكل التطوع بالنسبة لماهر عبد الرحمن حافظ الموظف في هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة تعبيراً مهماً عن المواطَنة والانتماء الحقيقي للأرض، مستنداً إلى شعاره الخاص اترك بصمة خير في حياتك، ورغم انشغاله بأعباء الوظيفة ومسؤولياتها إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم المساعدة ومد يد العون لكل من يحتاج إلى مساعدته فكان حاضراً بقوة في المشهد الانتخابي سواء في الانتخابات المبكرة أو في يوم الاقتراع الرئيسي يوم الثالث من أكتوبر، حيث تمثلت مهمته في تدقيق هويات الناخبين قبل إدلائهم بأصواتهم، واللافت أيضاً أن ماهر عندما قرر الالتحاق بركب المتطوعين في انتخابات المجلس الوطني فعل ذلك مدفوعاً بحب الإمارات ورغبة منه في إنجاح عرسها الديمقراطي، حيث كان هو وزملاؤه من المتطوعين ثيمة النجاح في الحدث. مرجعية يقول ماهر: ديننا الحنيف حثَّ على التطوع، فتقديم المساعدة ومد يد العون للمحتاجين أو الفقراء طالما نقوم به بحكم التعاليم الدينية والقيمية وهو ما يشكل أبسط صور التطوع في حياتنا، والتطوّع هو استغلال للوقت فيما ينفع مجتمعِي ودولتي وهو أمر مهم أكدت عليه قيادتنا الرشيدة. يتابع: لي العديد من المشاركات التطوعية التي كان آخرها انتخابات المجلس الوطني، كما كنت ضمن فريق المتطوعين في إكسبو ميلان 2015 وفي مشروع ترميم بيوت المتعففين، كذلك كنت متطوعاً في تنظيم يوم 27 رمضان الماضي بمسجد الشيخ سعود في الشارقة وحملة رمضان أمان في رمضان 2015 ومهرجان ايوا للتمور في عجمان، وتأدية مناسك العمرة في رمضان مع ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعاقين بصرياً وحركياً 2015 إضافة إلى التطوع في العديد من المناسبات الوطنية والدينية. بداية القصة وعن بدايته في مجال التطوع قال: كانت البداية في تنزانيا بمبادره تطوعية لإعادة بناء مدرستين في عام 2013 مع برنامج تكاتف التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وبعدها انخرطت في التطوع الداخلي في تنظيم المهرجانات والمبادرات الرمضانية والمبادرات المجتمعية على سبيل المثال؛ صيانة بيوت الأسر المتعففة وزيارة مراكز كبار السن وغيرها وكان لي مشاركتان دوليتان هما تنزانيا 2013 وميلان 2015. وأكد أن التطوع عبارة عن مجال يهذب النفس ويرفع من فكر الشخص والشيء المهم أنه يرفع من حب الشخص للوطن والقادة ويعطي إحساساً بالمسؤولية وحب التميز في تقديم الخدمة، وأنا شخص أمشي على مثل (اترك بصمة خير في حياتك). وأضاف إن من الأهداف أيضاً غرسَ روح التطوع لدى الشباب وتصحيحَ المفاهيم الخاطئة عن التطوع لديهم، لافتاً إلى أنه يقوم إلى جانب عمله التطوعي بنشر ثقافة العمل التطوعي لدى أكبر عدد من الشباب لأنه من الضرورة بمكان الاستفادة من الطاقات الشابة وتنميتها لخدمة المجتمع. عمل إنساني وشدد ماهر على أن العمل التطوعي في جوهره عمل إنساني لأن الله سخر عباده ليقضوا حوائج بعضهم دون أي انتظار لمردود، ولأن التطوع مرتبط بالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة، فإن المسؤولية تعزز من قيمة التطوع، وتعد مسؤولية تتشارك في الأسر والمؤسسات التعليمية لإيجاد جيل قوي متماسك جُبل على العطاء الإنساني من خلال التنشئة الأسرية والتعليمية. وذكر أنه تعلم من خلال تطوعه في أكثر من حدث ومناسبة أن الانتماء للوطن ليس شعارات بل أفعالاً تحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات مجتمعه، وانتهى بالقول: من يتطوع للعمل فهو بلا شك لا يقصر في وظيفته الأصلية وهو ما أفعله أنا لأنني ببساطة اختار عن قناعة المشاركة طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية.