إعلان تحرير محافظة مأرب الاستراتيجية بشكل كامل يجعل من إطلاق عملية عسكرية كبرى لتحرير صنعاء وتوجيه ضربة قاضية للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية، والمدعومة من النظام الإيراني، أمراً قريباً جداً وقد يكون مسألة أيام فقط. التحالف العربي يعي تماما أن تحرير صنعاء التي يتواجد بها عدد كبير من اتباع الحوثي والمخلوع.. وان هؤلاء يتخذون من المدنيين دروعا بشرية.. فهو يعمل على عدم وقوع خسائر في أوساط هؤلاء المدنيين الذين أصبحوا أسرى الانقلاب.. وعدد كبير من منازلهم أضحت مخابئ ومخازن للمتمردين وأسلحتهم.. ومن هنا يرى الخبراء أن قوات الشرعية اليمنية التي تساندها المقاومة الشعبية وبدعم من التحالف العربي بعد أن فرضت سيطرتها على كامل محافظة مأرب التي تعتبر البوابة الشرقية لصنعاء ولها أهمية استراتيجية كبيرة.. تريد إحكام سيطرتها على كامل محافظة تعز (وسط) بعد تطهيرها باب المندب.. وتحرير شبوة (جنوب).. وتطهير الحديدة.. وهو ما يجعل الطريقَ مفتوحاً لتوجيه الضربة القاضية للانقلابيين الحوثيين واتباع صالح واستعادة صنعاء، لما تحتله تلك المحافظات من أهمية جغرافياً ومعنوياً ومادياً، وهو ما يجعل معركة الحسم تقترب أكثر فأكثر. وبالانتصارات الاستراتيجية وسلسلة المكاسب التي حققتها الشرعية في الجنوب والشمال، أصبحت قوات الجيش والمقاومة، تفرض طوقا على العاصمة صنعاء من ست محافظات، هي مأرب من ناحية الشرق، والبيضاء، وإب، وذمار وتعز من ناحية الجنوب، وشبوة من الشرق. وبتحرير تعز التي تعد حلقة الوصل بين الجنوب والشمال، وتبعد عن صنعاء نحو 250 كيلومتراً تصبح البوابة الجنوبية إلى العاصمة مفتوحة، ومنها أيضاً يمكن الوصول إلى الحديدة من الشمال. كما إن السيطرة على شبوة الواقعة على مفترق طرق بين شرق اليمن وغربه ووسطه يجعل الوصول إلى صنعاء اقرب من أي وقت مضى باعتبارها البوابة الشرقية إلى العاصمة. كذلك، فإن شبوة تعتبر طريق الإمداد العسكري من البحر والبر على حد سواء للمقاومة. أما مأرب ولقربها من صنعاء فيرى الخبراء والمراقبون أن عملية استعادة صنعاء ستنطلق منها، ليستمر التقدم صعودا نحو صعدة (معقل الحوثيين)، لتكون معركة الحسم هي الخيار الوحيد أمام الشرعية اليمنية لبسط سلطة وسيادة الدولة على كافة الأراضي، خاصة مع استمرار المتمردين رفض تطبيق القرار 2216. كما إن مأرب تعد محافظة استراتيجية بالغة الأهمية، فبجانب قربها من صنعاء، فإنها تعد الخزان النفطي لليمن، وتضم تجمعا قبليا هو الأكبر والأقوى في البلاد، بالإضافة إلى ثقلها الحضاري حيث تحتضن سد مأرب التاريخي.. وهي أول محافظة شمالية تصلها تعزيزات عسكرية برية من التحالف العربي، بعد أن كانت التعزيزات تتوجه إلى المناطق الجنوبية، وتحديداً عدن.