في المعركة اليائسة ضد تنظيم «داعش»، كان أداء البنتاجون خطأ تماماً، فقد كان يستخدم الترميز باللون للدلالة على أهلية الجماعات المتمردة السورية المختلفة لتلقي المساعدات الأميركية. ووفقاً لما جاء في «وول ستريت جورنال»، فإن بعض الجماعات كانت معروفة بالنقاط الخضراء، بينما أعطيت أخرى نقاطاً حمراء، والبعض الآخر نقاطاً صفراء. وهنا يكمن الخطأ. فقد كان يجب حفظ اللون الأخير للبيت الأبيض. إنني لا أتهم الرئيس أوباما بالجبن الشخصي. ولكنني، رغم ذلك، أتهمه بأن لديه فائضاً من الحذر وعدم معرفة ما الذي يفعله. وقد لخص مسؤول تركي ذلك للجريدة بقوله: «قام الأميركيون بالترميز اللوني، وقام الروس بالغزو». نعم، لقد قام الروس بالغزو، فأرسلوا طائرات حربية، ووحدات ممكننة وحتى قوات إلى سوريا فبدأوا تنفيذ مهام بالقصف، وأصابوا على ما يبدو المتمردين الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وليس هذا فقط بل وحدات «داعش» كذلك، كما وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمفاجأة هي أن بوتين كان يكذب. يقول أوباما إن الروس دخلوا مستنقعاً، إنني أوافق، وعما قريب، سيُقتل الروس على الأرض. وربما يرسل بوتين بعد ذلك مزيداً من القوات لحماية القوات الموجودة هناك بالفعل، وبهذه الطريقة، فإن التزامه سيزداد، ومن الواضح، رغم ذلك، إنه يدرك المخاطر، ويعتقد أن المسألة تستحق المغامرة ، بعبارة أخرى، إنه يعلم ماذا يفعل. وفي المقابل، تبدو الولايات المتحدة في حيرة، فقد دعا أوباما الرئيس الأسد للرحيل، لكن الأخير لم يفعل، وضخت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لتدريب المتمردين لقتال «داعش»، وليس لقتال الذين يحاربون الأسد ، إنها تختار من بين الجماعات المتمردة ولا يحالفها الحظ كثيراً، ولم ينتج «البنتاجون» سوى أربعة أو خمسة مقاتلين، بينما ذهب بعض ممن دربهم إلى العدو، آخذين عتادهم معهم ، إن المؤسسة بأكملها تفسح المجال لمحاكاة ساخرة، إن لم يكن حقيقة، لقد فُقد 200000 شخص في سوريا بينما طُرد أربعة ملايين آخرين إلى خارج البلاد. وزارة الدفاع الروسية قالت يوم 5 أكتوبر إن القوات الجوية الروسية شنت 25 طلعة جوية في سوريا خلال 24 ساعة، وأصابت تسعة أهداف ل«داعش» هناك، وأذاعت الوزارة ثلاث مقاطع فيديو توضح القصف الذي أصاب أهدافاً في إدلب وحمص . إن سوريا باتت مسرحاً للرعب، وفي بداية الحرب الأهلية هناك، كنت من بين أولئك الذين دافعوا عن تدخل الولايات المتحدة، والقيام بتسليح المتمردين، وإنشاء منطقة حظر جوي لمنع مروحيات الأسد، لم أكن أريد إطلاقاً رؤية القوات الأميركية في البلاد. ... المزيد