قالت صحيفة جارديان البريطانية إن فرنسا التي يعتبرها العالم حامل لواء الليبرالية العلمانية الغربية قد صارت الهدف المفضل للإرهابيين ويعتبرها «تنظيم الدولة» الهدف الرئيسي لعملياته في الآونة الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن المذبحة المروعة التي وقعت في مدينة نيس بفرنسا أعادت الدولة مرة أخرى إلى الأحزان والحداد في يوم احتفالاتها الوطنية وتجددت معها علامات التضامن والتعاطف على مستوى العالم. إلا أن الاعتداء الأخير يثير التساؤل حول السبب الذي يجعل من فرنسا هدفا لموجة متصاعدة من العنف المتطرف والأكثر دموية في الدول الغربية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل حوالي 15 عاما. وأشارت جارديان إلى أن أحد الأسباب التي تجعل فرنسا هدفا مميزا للعمليات الإرهابية إعلان «تنظيم الدولة» منذ بدء الضربات الجوية من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة أن فرنسا ضمن قائمة الأعداء التي يجب على المتعاطفين مع التنظيم استهدافها. وقالت الصحيفة إن دور فرنسا كحامل لواء الليبرالية العلمانية الغربية يضعها في دائرة اهتمام الإرهابيين. فإذا كان المتطرفون ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها دولة استغلال اقتصادي للشعوب الأخرى، فإن فرنسا ينظر إليها على أنها علمانية ملحدة تدافع من ناحية عن القيم الغربية مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية ومن ناحية أخرى تسعى لفرضها على العالم الإسلامي. وأضافت أن الحكومات المتعاقبة في فرنسا اتخذت موقفا متشددا وعلنيا من قضايا مثل ارتداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة، الأمر الذي أثار المتشددين. فضلا عن ذلك فإن الدور العسكري الفرنسي البارز خارجيا الذي دفع بالقوات الفرنسية إلى سلسلة من التدخلات في العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة من ليبيا ومالي وحتى التحالف الدولي ضد «تنظيم الدولة» في سوريا والعراق. وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الأسباب التي تجعل فرنسا هدفا مفضلا للإرهابيين كذلك وجود الكثير من المشاكل الخطيرة داخل فرنسا ذاتها والتي تجعلها عرضة للخطر. من بين هذه المشكلات القصور في الأجهزة الأمنية والبيروقراطية وقلة الموارد، وهو ما أبرزه التحقيق البرلماني الفرنسي في الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس العام الماضي والذي أشار إلى «الفشل العالمي» للمخابرات الفرنسية، ودعا إلى إقامة وكالة وطنية لمكافحة الإرهابية على غرار الولايات المتحدة.;