حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مسنودة بقوات التحالف العربي، مكاسب جديدة في الجهة الغربية لعدن والشريط الساحلي على البحر الأحمر، الأمر الذي دفع متابعين للشأن الميداني اليمني لتوقع قرب تحرير منطقة المخا ثم مدينة تعز. وبحسب مصادر عسكرية تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، تمكنت قوات الجيش والمقاومة، من استعادة السيطرة على مفرق ومعسكر العمري على بعد 45 كيلومترًا من باب المندب، بعد معارك ضارية مع ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الميليشيات وفرار من تبقى بعد مهاجمتهم بقوة عسكرية ضخمة من اتجاه الصحراء. وكانت قوات الجيش الوطني، حررت الأسبوع الماضي، منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي. وأكد اللواء أحمد سيف اليافعي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية المسنودة بطيران قوات التحالف العربي استعادت معسكر ومفرق العمري بمنطقة ذباب التابعة لمحافظة تعز، وأنهم بانتظار الأوامر للتقدم ناحية المخا بمحافظة الحديدة غرب اليمن. وأوضح اللواء اليافعي أن قوة عسكرية من الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بإسناد جوي من طيران التحالف هاجمت الميليشيات باتجاه صحراء معسكر العمري وتمكنت بعد معارك ضارية من استعادة ضباب المنصورة وقيادة القطاع واللواء العسكري ومعسكر ومفرق العمري في طريقها لتحرير ميناء المخا بمحافظة الحديدة. وقال اللواء اليافعي إن القوة المشاركة التي تمكنت من تحرير باب المندب ومنطقة ذباب والمنصورة ومعسكر ومفرق العمري توازي قوة المتمردين مع تفوق لقوات الجيش والمقاومة المسنودة بطيران التحالف، مؤكدًا أن قوات الجيش والمقاومة تتحرك وفقًا للعمليات العسكرية التي تحددها القيادة السياسية وقوات التحالف العربي. ولدى سؤاله من قبل «الشرق الأوسط» حول خطة توجه قوات الجيش والمقاومة بعد تحرير العمري وباب المندب وذباب على بعد 45 من باب المندب وإمكانية التوجه ناحية ميناء المخا، أكد اللواء اليافعي أن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة توقفت عند مفرق العمري وأنهم قاموا بتنفيذ المهمة المحددة من قبل القيادة السياسية بنسبة مائة في المائة. وأضاف أن خطوة تحركهم المقبلة مرهونة بالمهام التي تحددها القيادة السياسية. كذلك، واصل طيران التحالف العربي، بقيادة السعودية، أمس، غاراته المكثفة على مواقع ومراكز تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخا الساحلية ومدينة تعز. وتشير المؤشرات إلى أن المعركة الحالية تشمل عدة مناطق ساحلية على البحر الأحمر إضافة إلى الاتجاه نحو مدينة تعز. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» «بعدما تمكنت قوات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير مضيف باب المندب وبعدها مديرية ذباب الساحلية، ها هي الآن تتجه نحو تحرير مدينة المخا الساحلية، ما يشير إلى أن خطة التحالف العربي والجيش الوطني هو تحرير الخط الساحلي بشكل كامل من الميليشيات الانقلابية». وفي تطور آخر، شن طيران التحالف غارات أمس على الميليشيات الحوثية ومنزل الرئيس المخلوع صالح في مدينة الحديدة الذي سوي بالأرض، حسب مصادر محلية. وفي سياق متصل بالتفجيرات التي شهدتها مدينة عدن الثلاثاء الماضي، كشف مدير أمن محافظة عدن العميد ركن محمد مساعد، النقاب عن هوية المنفذين المفترضين للهجمات. وأوضح أن المنفذين المفترضين قدموا من ثلاث مناطق هي حضرموت (شرق) اليمن، ومن وصاب العالي والسافل بمحافظة ذمار (وسط) ومحافظة ريمة (وسط)، متهما الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالوقوف وراء تلك العمليات. وأوضح مساعد أن التفجيرات نفذت بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون واستهدفت فندق القصر وعمارة بن فريد في توقيت واحد، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها ولن تزيدها تلك العمليات الإرهابية إلا يقظة وحرصا على فرض الأمن وهيبة الدولة في جميع مديريات المحافظة. وأضاف مساعد لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات ما زالت جارية وسيتم الكشف عن نتائجها في حينه، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني تحت السيطرة في عدن وأن هناك خطة أمنية متكاملة. على صعيد آخر، تستمر ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في محاولة زعزعة استقرار عدن ومدن الجنوب المحررة من خلال خلايا النائمة التي يتم القبض عليها بين الحين والآخر وبحوزتها متفجرات وقذائف وألغام وباءت محاولاتها بالفشل أمام المقاومة الجنوبية التي تبسط رقابة شديدة من المنافذ والحدود بين الشمال والجنوب. وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شايف الحريري، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة تلقي القبض بين فترة وأخرى على خلايا تابعة للرئيس المخلوع صالح والحوثيين، مضيفا أن القبض على هذه الخلايا يتم من خلال رصد دقيق وعمليات تتبع يقوم بها رجال المقاومة الشعبية الجنوبية وإثر بلاغات من المواطنين يشتبهون في وجود عناصر هذه الخلايا. وأضاف الحريري أن بعض ما ضبط بحوزة هذه العناصر بعد تحرير عدن، هي أسلحة رشاشة وقواذف وأجهزة اتصالات وخرائط لمواقع في عدن، مشيرًا إلى أن رجال المقاومة الجنوبية ضبطوا على الشريط الحدودي مع الشمال، أول من أمس، سيارة كانت تريد الدخول إلى عدن وعلى متنها مواد متفجرة تستخدم في صنع القنابل وتجهيز السيارات المفخخة. وتابع الحريري أن المقاومة الشعبية الجنوبية ستضيق الخناق على هذه العناصر التي زرعها المخلوع صالح لتلعب عدة أدوار تحت تسميات «داعش» و«القاعدة» وغيرهما.