المعلم هو صاحب الرسالة المقدسة والشريفة على مر العصور لتعليم الأجيال وتربيتها، وما بالغ أحمد شوقي حين قال: قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا هذا المعلم هو مفتاح الوصول للمعايير عالية الجودة. لذا، فقد كان تأهيل المعلمين والمعلمات هو أحد جوانب مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز "تطوير" ذي الرؤية الشاملة لتطوير التعليم العام في المملكة، حيث إن التغيير التربوي يعتمد إلى حد كبير على ما يعتقد به المعلم ويقوم به في حجرة الدراسة. ومن هنا، فقد تم إطلاق عدة مشروعات وبرامج تستهدف التطوير المهني للمعلمين وتقويم أدائهم، وذلك في إطار جهود الدولة للنهوض بالتعليم العام من خلال مشروع "تطوير". ويعد مشروع "المعلم الجديد التأهيلي" من المشروعات الرائدة لذلك، فهو يستهدف إعداد معلمين مؤهلين بالمعارف والمهارات التدريسية وفق معايير علمية وموضوعية. ويتم فيه تهيئة المعلمين الجدد للعمل في مدارس وزارة التربية والتعليم، من خلال استكمال الجوانب التطبيقية والنظرية التي تتوافق مع رؤية وتوجهات وزارة التربية والتعليم، وتحقق متطلبات التطوير في البرامج والمشاريع المستحدثة في الوزارة. ويتم في إطار هذا البرنامج تطوير مستمر للحقائب التدريبية الإلكترونية، وإعداد مدربين محترفين للتدريب على تلك الحقائب. ويحصل المعلم الجديد في نهاية البرنامج على شهادة باجتياز مراحل برنامج تطوير المعلم الجديد بنجاح. ولما كان أحد الأدوات الرئيسة لضمان جودة التعليم هو رفع مستوى المعلمين وبالتالي تحسين جودة العملية التعليمية، فقد تم إطلاق مشروع اختبارات وأدوات تقويم المعلمين، والذي يستهدف تطوير أدوات التقويم اللازمة لاختيار المرشحين للتدريس للقطاعين الخاص والعام، والذي يهدف إلى وضع معايير مهنية للمعلمين في مختلف التخصصات تحدد الكفايات التخصصية المطلوبة، مع تصميم اختبارات ينبغي اجتيازها لدخول المهنة. إن هذه المشروعات الرائدة ينبغي أن يصاحبها رؤية لاستدامة التطوير والنمو المهني لمعلمينا ومعلماتنا، وجهد لمراقبة انعكاس المهارات والأساليب والتقنيات التي يكتسبونها من خلال تلك البرامج المقدمة لهم. ويخطر على بالنا دائما سؤال محوري حول هذه المشروعات والبرامج لتأهيل المعلمين وتقييمهم. لماذا لا تقدم كليات التربية - في السنوات النهائية فيها- نفس المناهج التدريبية التي يقدمها مشروع "تطوير" بحيث يكون خريج هذه الكليات مؤهلا للعمل مباشرة في وزارة التربية والتعليم طبقا للمعايير الموضوعة؟. * أستاذ علم المعلومات - جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى