×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير العمل يفتتح اليوم فعاليات منتدى الحوار الاجتماعي الثالث

صورة الخبر

رأى الشيخ عبدالرزاق بن علي التركي أن المرء قد يكون معاقا سمعيا أو بصريا، وما شابه ذلك، لكنه «على كل الأحوال» لن يكون معوقا في إرادته، ولا يمكن أن تكون هذه الإعاقة لتبعد دوره في الحياة. وأكد التركي في محاضرته بعنوان «المجتمع السعيد» في منتدى حوار الحضارات في القطيف بإشراف الإعلامي فؤاد بن عبدالواحد نصر الله، أن المعاق يمكن أن يكون فاعلا ومؤثرا ومنتجا بصورة طبيعية، ربما فاق إنتاج وتأثير الأفراد الأصحاء. واستند التركي في محاضرته على تجربته الشخصية في تجاوز الإعاقة البصرية التي طالته بعد سنة ونصف من ولادته، موضحا أن المعوق يمكن أن يعمل كل شيء يؤديه غير المعاق شريطة توافر «الثقة، وجلب الآلات والأدوات اللازمة لعمل المعاق، والتدريب الكافي». وأشار إلى أن المعوق لم يخلق لكي يعمل مدرسا فقط، أو موظف سنترال، أو رجل دين فقط، لافتا إلى أنهم وجدوا في أمريكا مثلا مكفوفين يعملون مهندسين كهربائيين، ومهندسي حاسب آلي، وفي بريطانيا فرضت الدولة على الشركات والمؤسسات العامة أيضا أن يكون 5% من الموظفين من المعاقين، بينما عندنا للأسف توظيف المعوق يأتي من أجل ترسيخ البطالة المقنعة. وأفاد أن بعض الشركات توظف المعاقين لكي تحتسب نسبة من السعودة المفروضة عليها من قبل الدولة والتي أقرت بأن توظيف معاق واحد يعادل توظيف 4 موظفين سعوديين غير معاقين، ويؤخذ اسم المعاق ويطلب منه البقاء في المنزل. وذكر أن السعادة في الأسر تشهد شيئا من التراجع في المجتمع السعودي، بسبب زيادة الطلاق، إذ إن المعلومات تشير إلى أن كل سبع زيجات يوجد اثنان منها فاشلان، وهذه نسبة كبير. وحث التركي الزوجين على الحفاظ على مشروع الزواج، وعلى الأبناء وهم أبرز منتجات الأسر، مقدما عينات مقارنة بين الأسر في الزمن الماضي والأسر في الزمن الحاضر، حيث إن تضحيات كبيرة يقدمها الآباء والأمهات من أجل الأبناء والبنات. واعتبر التركي نفسه مثالا للمعاق الذي تجاوز أزمة إعاقته، فهو قد تعرض للإعاقة بعد سنة ونصف من الولادة، وقد عاش كما يقول طفولة سعيدة، فلعب مع الأطفال كافة الألعاب، وحينما بلغ سن السادسة من العمر انتابه الحزن والأسى لعدم تمكنه من مواصلة دراسته بحكم أن الدراسة في الأحساء والطريق إليها كان في وقت سابق يعاني من صعوبات، فاستجلب مدرسين استطاع من خلالهم إكمال الثانوية ولكن بدون شهادة، وواصل دراسته في معهد النور بالقطيف، ثم انتقل إلى الدراسة في بريطانيا وأمريكا أيضا وحصل على الشهادات العلمية العليا. وأوضح أن الإرادة الإنسانية تستطيع تجاوز العديد من العقبات، لافتا إلى أن أصعب حالات الإعاقة هي الإصابة بمرض التوحد، وهو مكلف، لكنه وفي حالات معينة تم تجاوز المرض.