الأجمل من فوز المنتخب أمس الأداء والروح والحماس والإصرار على الفوز، ومن المهم الإشارة للانضباط التكتيكي الذي ميز الأداء، فخلال اللقاء تشعر أن هناك شكلا وطعما ورائحة عطرة للمنتخب الوطني وبصمة مدرب واضحة تمامًا.. تذكروا ما تطرقنا إليه بعد أول مباراة أشرف عليها الهولندي مارفيك، ورغم كونها بعد ساعات من إشرافه على المنتخب، ذكرت يومها بأن هناك لمسة فنية من الهولندي دون مبالغة، ويوم أمس تبرهنت تلك اللمسة ببصمة، قدمت لنا فريقًا يلعب بخطة وتكتيك ويصل للمرمى مرتين وثلاثا وخمسا، ويكبل مفاتيح اللعب في الفريق المقابل كما فعل مع عموري، وذكر مارفيك قبل اللقاء عن أهمية هذا اللاعب، وحينما تكبل اللاعب السوبر فإنه يرتكب أخطاء، ومنها جاءت ركلة الجزاء التي جلبت النصر للأخضر، فضلاً عن الأخطاء المتتالية من أفضل لاعبي المنتخب الأبيض، وما أود قوله إن المدرب الجيد لا يحتاج إلى فترة زمنية لتظهر بصماته، فمارفيك لم يمضِ مع المنتخب أكثر من 15 تدريبا ولمساته وضحت. حقق الأخضر فوزًا ثمينًا على شقيقه الإماراتي، ولم يأتِ من فراغ، فقد كان بعد أداء جيد ولا زلنا نأمل في تصاعده، فالخطوط كانت متقاربة، فالظهيران أديا دورًا هجوميًا لافتًا وتسببا في الهدفين، وكان السهلاوي على الموعد وهو يمارس هوايته في تمزيق الشباك بأي طريقة كانت، وهدفه الأول جاء على طريقة الهداف الألماني الشهير في السبعينيات الميلادية «جريد مولر».. سجِّل بأي طريقة. الجماهير أيضًا كانت على الموعد.. حضرت وآزرت واستحقت أن تفرح بالفوز، والمباراة كانت أشبه بملحمة وطنية سبقها دور إعلامي واعٍ شحذ الهمم فاستحق التقدير.. حقًا إننا في مرحلة جديدة، ويبدو أننا استفدنا من التجارب السابقة، وبإذن الله سيكون الأخضر أقوى في المستقبل.