×
محافظة المنطقة الشرقية

صندوق التنمية العقارية يعتمد«12066»قرضًا بقيمة تجاوزت ستة مليارات ريال

صورة الخبر

هل تعيد تقنية الاتصال الحديثة واستخداماتنا الإنسانية لها بعض الأهمية للتفاعل الإنساني في انتاج المعرفة؟ أعتقد مع بروز نجم الاقتصاد المعرفي صعد مع هذا النجم دور المجتمع الإنساني في الإنتاج المعرفي. ولم يعد الإنتاج مقصورا على أماكن محددة مثل المختبرات والمصانع ودور البحث العلمي. أصبح تدوير المعارف وتناقلها امرا مشاعا في جيوبنا عبر الهواتف الذكية. وساهمت تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تويتر و"لينكد ان" في نشر المعارف بشكل مختصر. وجعل هذا النص المنقول مفتوحا على تطبيق النصوص النشطة التي تتيح لكل مطلع المشاركة. ومن بعض هذه المشاركات تقدح شرارة الفكر التي قد تتحول الى منتج معرفي لدى من يعرف الانتقاء والتحوير والتدوير. ولعل مبادرة جامعة الملك سعود المبكرة للاقتصاد المعرفي والتي جاءت خلال افتتاح مدير الجامعة الدكتور بدران العمر لورشة منظومة صناعة المعرفة تفتح الافاق نحو توسيع دائرة الإنتاج المعرفي داخل الجامعات السعودية. فعندما نتكلم عن صناعة المعرفة يتبادر الى الذهن أسئلة مثل من يصنع المعرفة التي تقود الى اقتصاد معرفي؟ واين تصنع هذه المعرفة في بلادنا؟ وما هي ادواتها الصناعية؟ وكم نسبة الدور الوطني فيها؟ أسئلة كثيرة وهناك اكثر منها لدى الجيل الجديد من الشباب. وقد تكون الإجابات في واقع التفاعل الطلابي من الجيل الجديد داخل الجامعات لا في المقالات الصحفية. ولن أكون متشائما طالما اننا نسير بخطوات واضحة في بعض جامعاتنا وإن كانت بسيطة. فالخبر الذي نشرته جامعة الملك سعود على لسان وكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور احمد العامري يفرحنا قليلا، فهو يشير الى تأسيس 11 شركة تحت مظلة وادي الرياض للتقنية، وهي شركات ظهرت نتيجة تحويل براءات اختراع وبحوث إنسانية وتطبيقية الى شركات انتاج معرفي. والجميل في هذه العبارة هو بحوث إنسانية، وأضع اكثر من خط على بحوث إنسانية في عالم الاقتصاد المعرفي. فقد كنت شبه متشائم في مقالات سابقة حول تغييبنا للعلوم الإنسانية ولكن ها هي تظهر في الاقتصاد المعرفي. والجميل ان الجامعة اصبح لديها فرع لصناعة المعرفة ليتم فيه تحويل البحوث الأساسية الى منتجات يستفيد منها المجتمع. وهنا يأتي دور الشبكات الاجتماعية في طرح التحديات والمشاكل على ساحة النقاش العام. وهذه الساحة مثل غيرها تتأثر بمعادلة "ساقط ولاقط". ولكن الباحث في العلوم الانسانية لاقط جيد لتلك المشكلات والسعي الى خلق الحلول المناسبة لها. ولو قارنا انفسنا بالدول التي أحدث الاقتصاد المعرفي الكثير من التغيير الإيجابي فيها نتيجة تصميم البحوث لخدمة تلك المجتمعات، لوجدنا انفسنا في الجانب الاستهلاكي فقط. وهذا الجانب ليس عيبا وانما العيب الاستمرار فيه. والعيب الأكبر هو تغييب العنصر الوطني عن المشاركة الفاعلة في الاقتصاد المعرفي. والعيب الأخطر هو تبني الأفكار والنماذج من مجتمعات أخرى لنفاخر بحلولهم الناجعة لمشاكلنا. قد يكون الامر كذلك ولكن القاعدة تقول" ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتولّ انت جميع امرك". والمبشر بالخير هنا هو ان بعض منتجات شبابنا المعرفية بدأت تهل علينا عبر الفضاء المعرفي. فعلى سبيل المثال كم من اسرة انشقت بسبب المواريث وربما الجهل بها، والآن اصبح نظام المواريث برنامجا حاسوبيا في متناول الجميع ومثله في الزكاة . هذا على جانب التطبيقات الدينية التي كان يجب ان تسهل علينا ولكن هناك جوانب إبداعية في اقتصاد المعرفة انتجها شباب سعودي خارج اسوار الجامعة حتى وإن كان للجامعات بصمة في حياتهم. المشوار امامنا الان ليس صعبا وانما الصعوبة هي التي نخلقها امام شبابنا عند بداية خطواتهم الإنتاجية. وبالتالي اعتقد ان البحث عنهم في قاعات الدراسة اهم بكثير من البحث عن نجوم الرياضة في ملاعب الجامعة. فأهل الرياضة أكثر جدية لاستثمار المبدعين بأقدامهم في الجامعة اكثر من المبدعين بعقولهم. سباق غير متوازن لتقاعس الأهم عن الحضور لساحات التنافس (القاعات) في مقابل الحضور المهم للملاعب. والى ان يصبح لمقولتنا العربية "خير العلم ما نفع" حضور فاعل في حياتنا ادعو الله ان يفوز منتخبنا الرياضي الى ان يصبح لدينا منتخب علمي فندعو له بالفوز ايضا.