رغم ما حققته الصحافة الإلكترونية من نجاحات واسعة في المملكة خلال الفترة الاخيرة، إلا أن العديد من الاتهامات والانتقادات ما زالت تلاحق تلك الصحف والمواقع، وأهمها نشر الأخبار الكاذبة والسطو على أخبار الصحف الورقية، وضعف المعايير المهنية وغياب التدقيق اللغوي، وتعمد عدم الإشارة لمصادر أخبارها حتى أن البعض يلمحون إلى فبركتها لبعض الأخبار في محاولة لكسب المزيد من الذيوع والانتشار.. وفي خضم هذا التراشق يرد القائمون على هذه الصحف والمواقع الإلكترونية بأن الكثير من الوسائل الإعلامية تلتقط منها أخبارا مهمة وتنسبها لنفسها بعد أن تتوسع فيها وتفردها على صفحاتها أو قنواتها دون ذكر المصدر مستقلة عدم دراية بعض ملاك الصحف لحقوقهم المشروعة. «المدينة» فتحت هذا الملف في محاولة لسبر أغواره. سقف الحرية ويقول نايف المشيط رئيس تحرير صحيفة الوئام الإلكترونية: مستوى الصحف الإلكترونية ما زال دون المأمول قياسًا بوجود بعضها منذ عدة سنوات وتأخر تحولها إلى مؤسسات إعلامية ذات طابع حديث، لكن أبرز ما يميز الصحافة الإلكترونية هو ارتفاع سقف حرية النشر بالإضافة إلى قرب لغتها من القارئ ومناقشتها لما يدور في ذهن المواطن البسيط. وأضاف أن التهم الموجهة للصحافة الإلكترونية باختلاقها للأخبار المغلوطة لم تثبت ويتم تداولها كثيرًا وسابقًا تعرضت الصحافة التقليدية لهذه التهمة. الرأي العام من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة صدى الإلكترونية عبدالسلام القزيز: إن مستوى الصحف الإلكترونية في المملكة جيد جدًا ولعل تصدر الزميلة سبق لتصنيف الصحف السعودية يضع الصحافة الإلكترونية في المقدمة، مبينًا أنها تمضي للأمام وبات مستواها أفضل مقارنة ببداياتها، لافتا إلى أن أغلب قضايا الرأي العام ثارت بسبب ما نشرته. وأوضح أن الكلام عن اختلاق الصحف الإلكترونية لأخبار مفبركة وغير دقيقة، المعلومات غير صحيح على الإطلاق، مؤكدًا أنها تتمتع بالمصداقية لدى القارئ والدليل قضايا الرأي العام التي تناولتها. أخبار ترويجية فيما اعترف الإعلامي بصحيفة عاجل الإلكترونية سعود الرفاع بأن هناك الكثير من المواقع التي تنشر أخبارًا غير صحيحة لكنها لا تضر بالصالح العام، وذلك لكسب أكبر عدد من المتابعين وبث أخبارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبلاك بيري والواتس أب والفيس بوك وتويتر وغيرها، وأضاف: من وجهة نظري أن هذه الطريقة غير مقنعة فالإعلامي يبحث عن صنع اسمه لسنوات عديدة وليس ليوم واحد فقط. وأضاف: أن بعض الصحف الإلكترونية تعمل بـ»البركة» أو تستند على شخص ودون مهنية، فعلى سبيل المثال أعرف أكثر من صحيفة إذا سافر مؤسسها أو أصبح عنده ظرف طارئ تتوقف الصحيفة معه، أما بالنسبة للتحرير فإذا كان المحرر على مستوى عالٍ فإن الصحف الورقية تتسابق عليه، حيث إن نظيرتها الإلكترونية ليس فيها مردود مالي جيد. نسخ ولصق وأبان الرفاع أن أغلب الصحف الإلكترونية تنقل بعض الأخبار بطريقة نسخ ولصق فقط من مصدرها الرئيس، وإذا نشر الخبر في أي وسيلة إعلامية فإن العديد من المواقع لا تعتبر الخبر أو المادة الصحفية ملكًا لأحد، مضيفًا أن بعض المواقع تضع المصدر كما ورد في الصحيفة الورقية فيما لا يضعه البعض الآخر. وفي السياق، أوضح الإعلامي عبدالعزيز السيلم أن الصحف الإلكترونية تفتقد إلى أدنى درجات المهنية الصحفية ومازالت مبتدئة وأقرب ما تكون إلى منتديات على شكل صحف باستثناء نسبة قليلة جدًا باتت تجارى الورقية، وقال: أرى أنها تتجه ببطء للأفضل بوجه عام وهذا ما جعل الصحف الورقية تصدر نسخًا إلكترونية استعدادًا للتحول بعد أن بات واقعًا لا مفر منه. استمرار الفوضي وأضاف أن الصحف الإلكترونية التي تصنع الخبر نادرة ولذلك فإن السواد الأعظم من أخبارها قص ولصق، أو أخبار علاقات تصل من إدارات حكومية، من غير ذكر المصدر، وأوضح أنه في ظل غياب ردع من الجهات المعنية ستستمر الفوضى. وأبان أن هناك حلولًا لتلك المشكلة تكمن عند وزارة الإعلام وعن طريق جمعية الإعلام الإلكتروني بفرض دورة إلزامية لمدة شهر على الأقل قبل العمل بمهنة صحفي سواء على الورقية أو الإلكترونية، وعدم التصريح بفتح صحيفة إلكترونية إلا لصحفي يحمل الدورة مهنية ومارس العمل الصحفي، وإغلاق هذا الكم الهائل من الصحف غير المصرح لها، وتفعيل الغرامات والإغلاق عند التجاوز والسرقة بالنسبة للمواقع المصرح لها. غياب التدقيق أما سلطان العايضي مؤسس صحيفة حائل نيوز الإلكترونية فيقول: مستوى الصحافة الإلكترونية جيد ولا تزال في طور التجديد والتطوير وتحتاج إلى الوقت لتثبت وجودها الفعلي، وأضاف أن المواقع الإخبارية قدمت عملًا صحفيًا جيدًا حتى الآن، ولكن أغلبها يفتقد إلى التدقيق والتصحيح اللغوي والإملائي. ونفى العايضي التهم بنشر أخبار غير صحيحة، وقال: في صحيفة حائل نيوز الإلكترونية التي أملكها، لا ينشر خبر دون مصدر موثوق، أو تسجيل أو إثبات رسمي يؤكد الخبر، أو تتم الإشارة إلى عدم تصريح الجهة المعنية بالخبر، ولكن تعاني الصحف الإلكترونية من عدم تعاون بعض المتحدثين الرسميين بالجهات الحكومية. شح التمويل وأردف: بعض الصحف لا تمتلك التمويل الكافي لاستقطاب المتخصصين، ومن ثم عجزها عن الصرف على الطاقم التحريري مثل المدققين اللغويين والإملائيين، وغياب الدعم الحكومي أو الخاص بالمال، أقعدها عن استقطاب أصحاب الخبرة لتطوير أدائها المهني بالشكل الصحيح والمطلوب. من جهته، قال مدير جمعية الإعلام الإلكتروني محمد الشقحاء: إن مستوى الصحف الإلكترونية في تطور وهناك اهتمام يقوده التنافس بينها وهناك أيضًا اتجاه للممارسة المهنية واهتمام بالجوانب الفنية.. كما نلحظ توجه كثير من هذه الصحف للعمل المؤسسي وهذا مؤشر جيد ومبشر لمستقبل أفضل، حيث لمسنا في الجمعية جملة من المؤشرات المبشرة ولعل من أبرزها إنشاء الجمعية والاهتمام الرسمي والحكومي. وأضاف الشقحاء أن الصحافة الإلكترونية ساهمت في رفع سقف حرية الطرح الصحفي وسرعة وصول الخبر للمتلقي، والمستقبل يبشر بخير. معايير مهنية مؤكدا أن الجمعية انتهت من بناء معايير للإعلام الإلكتروني بشقيه المهني والتقني وستقدم الجمعية العمومية للدورة الأولى للجمعية مستقبلًا ليتم إقرارها والعمل بها ومن خلالها سيتم إصلاح وضع كثير من الصحف. وأضاف: هناك اتهام مقبول من الصحف الورقية وبرامج الأخبار للصحف الإلكترونية بأنها تنشر الأخبار دون إذن ودون إشارة للمصدر ونرد التهمة أيضا لتلك الوسائل الإعلامية التي تلتقط من الصحف الإلكترونية أخبارًا مهمة وتنسبها لها بعد أن تتوسع بها على صفحاتها أو قنواتها دون ذكر المصدر مستغلة عدم دراية بعض الصحف الإلكترونية وملاكها لحقوقهم وعدم وجود محامين لها، وأكد أن جمعية الإعلام الإلكتروني تهتم بهذا الجانب وقد وضعت في الحسبان الاستعانة بمستشارين قانونيين لحفظ حقوق أعضائها. المزيد من الصور :