حينما تسمع تصريحات بعض اللاعبين السعوديين وتتابع تصرفاتهم وردود أفعالهم تعتقد ولو لوهلة أنك أمام زين الدين زيدان، أو بيليه، وربما تتذكر على الفور سطوة هتلر، وتاريخ نابليون، وفي الحقيقة أن كل تاريخه مرتكز على بروزه في أحد المواسم وربما تسجيله لهدف أو أكثر فيها مسحة من الجمال، ولكي لا نظلمه فربما تألق أمام أحد فرق الوسط، ومع ذلك تجده رافعاً رأسه ولا يكاد يرى من حوله يمشي بتعالي ويتحدث بفوقية ويتصرف باستهتار فتكثر سقطاته وممارساته السلبية ولا يهتم لما يوجه له من انتقاد وبالتالي لا يستطيع اللحاق بنفسه ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وما يجعل في القلب غصة أن أمثال هؤلاء اللاعبين في الغالب هم من يقبض أعلى المرتبات ويزايدون على أنديتهم بمجرد اقتراب عقودهم من الانتهاء وهم من لا تجد لهم أثراً في الوقت الذي يحتاج إليهم فيه الفريق، وعند المحك واضطراب الأمر وقمة الضغط لا تجد أحداً من هؤلاء نجوم الوهم الذين ملأوا ملاعبنا ضجيجاً على طريقة "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً". اليوم يلعب المنتخب السعودي أهم مبارياته في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا والتصفيات النهائية لمونديال روسيا أمام أهم وأقوى منافسيه المنتخب الاماراتي، وعلى الرغم من تميز المنافس واستقراره إلا أنني متفائل بتحقيق نتيجة إيجابية متى ما استغللنا عاملي الأرض والجمهور اللذين لعبا دوراً مهماً في تلك التصفيات بدليل تفاوت نتائج مباريات المجموعة السابقة في الذهاب والإياب، وفي رأيي أن الحضور الجماهيري بكثافة وبإيجابية متى وجد فسيكون الداعم الأول بعد توفيق الله للاعبي منتخبنا؛ لحثهم على الاستماتة داخل الملعب بحثاً عن الفوز الذي من شأنه ضمان صدارة المجموعة بفارق نقطي كبير واللعب بأريحية في بقية المباريات، وكما أن التشجيع المتواصل وحتى آخر دقيقة يعد مطلباً مهماً بل وواجباً على كل من يحضر المباراة، فإن الأداء بقتالية وتركيز عال طوال دقائق المباراة يعد واجباً يجب أن يعي لاعبو المنتخب أهميته للمحافظة على هيبة المنتخب أولاً ثم إرضاء لهذه الجماهير التي تأتي بأعداد كبيرة لدعم منتخب الوطن. وعلى الجميع وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى أن يتذكروا أن ال 11 لاعباً داخل الملعب ومن خلفهم الجالسين على دكة الاحتياط يمثلون منتخب الوطن ولا علاقة لأنديتهم من قريب أو بعيد بهذه المباراة وبالتالي يجب دعمهم بتجرد وبعيداً عن ألوان الأندية وبكل الطرائق الإيجابية لنفرح سوياً بتأهل المنتخب بعد سنوات طوال عز فيها الفرح، وعلى لاعبينا الذين يعدون نخبة اللاعبين السعوديين أن يعوا جيداً أن مثل هذه المباريات هي التي تصنع تاريخهم الكروي وهي من يقدمهم للعالم الكروي وهي من يخلد اسمائهم وبالتالي عليهم بذل المستحيل من أجل الفوز.