مجدي عثمان (القاهرة) ارتبط الفنان التشكيلي إيهاب لطفي بالتراث الحضاري المصري، وخاصة التراث الفني والثقافي النوبي، حيث أصبحت حياة النوبة وشعبها شغفه الأول وموضوعه الأثير، وقد بدأ العمل المكثف عن أرض الجنوب منذ عام 2007، ويعد معرضه «مصري» الذي أقيم مؤخراً في قاعة الكحيلة هو المعرض السابع في سلسلة معارضه عن النوبة. يقول الفنان، إنه يحاول إيجاد علاقة بين الإنسان والأرض والعمارة النوبية المميزة بطريقة تشكيلية باعتبار أن الإنسان هو باني العمارة، وطالما أنها أم الفنون، فقد صنع بذلك حضارته، وأن هذا المثلث «الإنسان والأرض والحضارة» يتمثل في أعماله في السيدات «حاملات الجرار» فهن، في نظره، حاملات الحضارة أو منتجها. ويضيف لطفي: إن الحضارة المصرية تجري مع نهر النيل من الجنوب إلى الشمال، لذلك فهي نفسها حضارة النوبة، والتي تشكل نسيجاً واحداً، يحاول دائماً كفنان استخلاص «الخط» منه، بعد أن اعتمد سابقاً على الرسوم التحضيرية، وتلخيص الحركة والاختزال، حتى أصبح لديه مخزون كبير من العلاقات التشكيلية التي تحتاج إلى اللون، دون أن يفقد أساس العمل الفني وهو الخط، مشيراً إلى أن بقعة اللون الواحدة هي مجموعة كبيرة من الخطوط الموضوعة بحساب دقيق، وأن اللون ما هو إلا إعادة صياغة لتلك الخطوط وتحويلها إلى لون. ويلمح لطفي إلى أنه يركز في أعماله الفنية على التجريدية الهندسية التي تتماشى مع الحضارة الفرعونية، التي نجدها في الهرم والمسلة والمعابد الفرعونية التي لا يحددها خط حاد مستقيم، وإنما ذات خطوط مائلة تعمل على جمال البناء وصعوده الهادئ إلى الأعلى، موضحاً أن «البشرة النوبية السمراء تحدث مع الزي الأبيض تضاداً يؤكد المعنى الذي يريد إيصاله، وحالة الوجد التي عرفها في هذا الشعب العريق وهو«وجوه سمراء وقلوب بيضاء».