×
محافظة المنطقة الشرقية

«الأوركسترا الهندية».. تنعى شهداء الإمارات بمقطوعة موسيقية

صورة الخبر

** القراءة مهارة أولى تعانق المضامين قبل أن يسندَها التفكير والتحليل والتعليل والتقويم وتكوين الوعي المنهجيِّ بأبعاد ما يُقرأ ومتلازماته الثقافية والاجتماعية والعَقَدية؛ ودون توافرها لا محاكمة ناضجةً ولا أحكامَ عادلةً ولا مقارناتٍ تصل وتفصل، وهو ما يجعل العملية القرائيةَ عمليةً متبدلةً تتأرجحً (أو تترجحُ كما يرى المرحوم عبدالقدوس الأنصاري صحة المفردة لغويًا) بين القبول المطلق والرفض المطلق وما بينهما اتكاءً على تركيم الوعي والخبرة اللاحقة للقراءة المبكرة. ** ولو عاد كلٌ منا إلى بداياته القرائية لرأى في بعضها إهدارًا للجهد والوقت وتأخرًا عن مواكبة استحقاقات «العقل المنطلق» زمنَ التحصيل المعرفيِّ المؤصل، وما الظنُّ فيمن لا تستهويه الرواية مثلًا تقديرُ ما أمضاه من سنواتٍ في العكوف على متابعة جديدها ولو كان عرابوها السباعي وعبدالقدوس ومحفوظ وكويلو، وبالمثل فإن من لا يستهويهم الشعر سيندمون على مخزونهم من لدن «قفا نبكِ» حتى جدارية درويش، وكذا من سار مع ركب فكريٍّ معينٍ ثم استبدل به آخر فلن يمتنَّ لمن دله على طريق الكلمة الأولى لمنظري الحزب الذي آمن به أكان البنا أم النبهاني أم الحصري أم عفلق أم غيرَهم. ** لهذا الجانب معادِلٌ موضوعي في المرحلية الفكرية التي نختلف في تقديرها وَفقًا للنمو الذهني والموقف السياسي، ولها جانبٌ آخرُ أهمُّ وهو مقدرتنا الفائقةُ على قراءة الآخَر وعجزنا عن قراءة الذات؛ فلو توغلنا داخل نفوسنا حين النشأة الأولى لما تاهت مراكبنا سنواتٍ بين شاطئٍ وإعصار وموج ولاخترنا مُنهَيَاتِنا بدايات؛ فلفارق التوقيت بين اكتساب المهارات البسيطة كالقراءة والمركبة كالتحليل الدورُ الأبرز في تكثيف الأقل وتعسير الأجلّ. ** قد يختصر هذا طبيعةَ فوارق الاستجابة الفكرية بين النشء وَفقًا لما يختزنونه من معلوماتٍ وتعليماتٍ في مستهل حياتهم بالرغم من تتلمذهم على مقرراتٍ موحدة واساتذةٍ متناظرين وبيئاتٍ تعليمية متشابهة، وهنا مداخلُ مهمةٌ للتغيير ينفُذُ منها المؤدلجون - بكل أطيافهم - لصياغة أذهان انقيادية، ولا فرق هنا بين من يعتمر الإسلاموية الجهادية أو العقلانية الإلحادية وما بينهما من توجهاتٍ معتدلةٍ أو متطرفة. ** القراءةُ الموجَّهة في الصغر هي العامل الحاسم في تحديد التوجهات اللاحقة؛ فلا تثريب على جيلٍ نشأ في ظلالٍ شرقية أو غربية أن يتأثر بها، ومن يظن قابلية العقول للإدارة أو الاستدارة فإنما يقيس بحسابات المصلحة المؤقتة أو الحذر الرقابي أو المسايرةِ المتميِّعة، ولا قيمة لهؤلاء في موازين الفعل، كما لا أهمية للأغلبية الصامتة التي تتغير رؤاها مع الصوت الأقوى، وعهدُنا - كما يُحدِّث التأريخُ- ألا صوتَ يظلُّ على قوته. ** يبقى المتحولون مختلفين عن المتلونين، وهم - في الأعم - من الباحثين النشطين مساءلةً واستكشافًا، وفي نموذجين متقابلين استدار «القصيمي ومصطفى محمود» نحو الاتجاه المضاد لفكرهما السابق ولكن بعد زمن استغرقته تأملاتٌ ومراجعات. ** التلونُ يستنسخُ ذاته. مقالات أخرى للكاتب ما بعد الفيس وتويتر... التكفيرُ لا ينتهي.. العنوانُ المفقود.. حِكمٌ وأحكام... حين ينصفنا الآخَر..