لا يوجد عربي أو مسلم صادق الإيمان والضمير في هذا العالم ما لم يشعر بأن قضية فلسطين هي قضيته الأولى، كما أنه بالقدر الذي يؤازر فيه هذه القضية العادلة يقف موقف الند من الكيان الصهيوني الذي أصبح في أدبيات الإعلام العربي منذ منتصف التسعينات الميلادية لا يسمّى إلا بدولة إسرائيل أو الدولة العبرية، إذ إنه بقصد أو دون قصد لمّع وجه هذا الكيان السرطاني الغاصب لممتلكات الشعب الأعزل المغلوب على أمره، وهذا الموقف العام تجاه فلسطين المحتلة تحركه بالطبع عدة عوامل، منها رفض ذوي النفوس السليمة للظلم والاستبداد، وكذلك تأييد المجتمعات البشرية لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وفوق هذا وذلك موقع القدس الديني كونها تضمّ أولى القبلتين ومسرى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم، التي من أرضها المباركة عُرج به إلى السماء. هذا الشيء لا شك فيه، كما أن القرآن الكريم قد وصف أهل هذه البلاد بـ«الجبارين» أي الأشداء الأقوياء، وهذا واضح للعيان، فهم على قدر كبير من الصمود والتحمل، فاليهود الصهاينة أعيوا الأنبياء وأرهقوا الشعوب، والشعب الفلسطيني المرابط في بلاده يضرب للعالم أكبر ملاحم الصمود والتحدي لجبروت هذا الكيان الغاصب. من يقرأ في أحوال هذا البلد يجد بأن الإنقاذ والخلاص لفلسطين عبر التاريخ لا يأتي إلا من الداخل، والأمثلة التاريخية خير شاهد، فعندما دخلها اليهود في زمن يوشع بن متى -عليه السلام- لم يستطع أهلها إخراج أسلاف اليهود الذين أفسدوا بالبلاد، حيث سلّط الله سبحانه عليهم نبوخذ نصّر البابلي الذي سام اليهود أصناف العذاب بالسبي البابلي الشهير، وحينما تجبّر الرومان على فلسطين وحكموها قرابة السبعمائة عام أنقذها الله وخلّص شعبها من طغيان البيزنطينيين الرومان بجيوش العرب الفاتحين في زمن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولما نزلت جيوش أوروبا بالحملات الصليبية لم يستطع أحد إخراج الغزاة المعتدين إلا حينما جاء السلطان صلاح الدين الأيوبي بجيوش مصر والشام، وطرد الصليبيين منها، وفي آخر الزمان كما تخبرنا بعض أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام -بما معناه- بأن المسلمين يقاتلون المشركين هم -أي المسلمين- على شرق نهر الأردن وهم على غربيه، ويقول الراوي ولا أعلم أين نهر الأردن، والمتأمل بحال فلسطينيي الداخل من السياسيين لا الشعب الأعزل الواقع بين فكي اليهود المجرمين والسياسيين المتناحرين، يكتشف أن لا خير يرتجى من هؤلاء المتخالفين على المدى القريب وربما البعيد كذلك، فهؤلاء السياسيون أحرص الناس على عض الأيادي التي تمتد إليهم، وأسرع الجميع للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، على الرغم من أن بعض الدول التي قدمت الغالي والنفيس لهذه القضية انقلب عليها السياسيون في أول فرصة سانحة لهم، وخير مثال الكويت التي آوت قرابة نصف مليون فلسطيني، انقلبت عليها السياسة الفلسطينية مع أول دبابة عراقية تدخل الكويت، ووقفت ضد المملكة العربية السعودية في أثناء أحداث الغزو العراقي للكويت متناسية كل ما بذلته المملكة منذ عقود للقضية الفلسطينية، وليس ببعيد عبث بعض الفصائل الفلسطينية بأحداث ثورة الشعب المصري في عام 2011م، وها هي المملكة العربية السعودية التي دعمت الرياضة الفلسطينية في جميع المحافل يحرص رياضيو السلطة الفلسطينية على إحراج الرياضيين والرياضة السعودية بأن يلعب المنتخب السعودي تحت سماء تظله طائرات الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة.