×
محافظة مكة المكرمة

إحضار المتحرش بالطفلة ياسمين بالقوة الجبرية بعد هروبه من المحافظة

صورة الخبر

منذ يومين عادت المدارس مرة أخرى بعد إجازة عيد الأضحى المبارك التي مُددت لأسبوعين، ويُفترض أنّ الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات قد اكتفوا من الإجازات خاصة أنّ العام الدراسي لم يمض من أيامه سوى ثلاثة اسابيع منذ بدايته في شهر ذي القعدة وعاد وتوقف للعيد بمعنى أنّ الفترة القادمة ستكون متصلة وهذا هو الطبيعي لمدة ثلاثة أشهر وثلاثة ايام ميلادية. يتمكن خلالها المعلمون والمعلمات من إعطاء مناهجهم والتدريس الفعلي وأيضاً يستكين الطلبة والطالبات في أحضان المدرسة بعد شهور طويلة من الإجازات أكدت أننا كما يبدو من أكثر الدول التي تمنح طلابها إجازات.. وأننا نتذيل قائمة أقل الدول في عدد ايام الدراسة الفعلية.. ومع ذلك يشتكي الطلاب والطالبات من طول السنة الدراسية وامتدادها رغم أنّ السنة تحسب بعدد ايام الدراسة فعلياً وليس ما يتسرب منها كإجازات طويلة.. يضاف إلى ذلك أنّ اليوم الدراسي ساعاته قليلة.. ومع ذلك يطالب البعض بتقليصها وبالذات للصفوف الأولية..! ليست المشكلة للدارسين في عودة الدراسة ولكن في عدم الرغبة في العودة والتماهي مع طول الإجازة.. فلو سألت طلاباً على امتداد المراحل الدراسية عن إحساسهم بالعودة.. ستجد من الإجابات بعدم الرغبة في أن يعودوا لمقاعد الدراسة وأنّهم لم يشبعوا من الإجازة.. وهي الممتدة من شعبان حتى الآن.. وستجد أغلبهم يعاني من عدم التوازن وقلة النوم خاصة في الأسبوع الأول من العودة.. وأيضاً الإجهاد وعدم التركيز كون الساعة البيولوجية للجسم تبرمجت على السهر بالليل والنوم بالنهار.. ومن أجل أن تعيدها إلى طبيعتها تحتاج إلى ايام للبرمجة وهذه الأيام تضيع في إرهاق وغضب وتعب جسدي وعصبي.. هذا الأمر لاينطبق على الطلاب فقط ولكن على المعلمين والمعلمات والموظفين أيضاً.. حيث كما يبدو أننا الشعب الوحيد الذي يتبرمج حسب العمل والإجازات وبطريقة كاملة.. وعند التغيير ينعكس ذلك على مزاجه بالدرجة الأولى وحياته.. ونظام المنزل.. حيث ستجد الأسر في الأسبوع الأول تستكين إلى النوم من بعد الظهر أو من وقت العودة إلى المدارس حتى منتصف الليل.. بحثاً عن خلق التوازن والعودة إلى الحالة الطبيعية التي تمكن من الذهاب للعمل والدراسة.. قد يستغرق الأمر أسبوعاً أو أسبوعين ولكن الطريف في الأمر أنك ستجد البعض يسأل:متى الإجازة القادمة؟ رغم أنه لم ينته من الأولى بعد..! هل ما يقدم في المدارس هو مايدفع الطلبة والطالبات لعدم الرغبة في العودة بعد كل إجازة؟ وهل ما يقدم هو ما يدفعهم أيضاً إلى تمزيق الكتب ورميها في الشوارع وكأنهم يحتفلون بغيابها رغم أنّ الكتاب أياً كان مدرسيا أو تثقيفيا بإمكانه أن يضيف إليك فكراً ولكن هذا يعتمد على اختيار الكتاب؟ لا يحب الكثيرون العودة إلى المدارس وبالذات هذه الأيام لارتباط كل الدارسين بأجهزتهم التقنية من الأطفال في الروضة حتى الجامعة.. وستجد الواحد يركض عندما يعود نحو جهازه باحثاً عما فاته.. وعائداً لركنه الهادئ.. بعد ضجة المدرسة.. وهو لايعرف أنّ الجيل الأول كان يعود من المدارس مشياً على الأقدام تحت سطوة الشمس.. ليساعد أسرته وينتظر التلفزيون ليشاهد الكرتون.. الممل والمعتاد.. ثم يذهب للدراسة والنوم.. ولا شيء سوى الخروج للعب في الحارة..! ربما تكون الأمهات أكثر فرحاً بالعودة لأن ذلك سيعيد تنظيم البيت وترتيبه من خلال النوم الاعتيادي في الليل والدراسة في النهار.. ولكن هل بإمكان الأسر السيطرة على أبنائها وإجبارهم على النوم مبكراً بعد أن تسحب منهم أجهزتهم؟ لا أعتقد ذلك لأنّ الأسرة أصبحت تكتفي بالهدوء الذي يكتنف المنزل واختفاء كل طفل في سريره في الظلام ولا تعرف وربما تعرف وفقدت السيطرة؛ أنّ كلا منهم سهران ويدّعي النوم على جهازه تحت الغطاء يقرأ ويشاهد ويكتب ويعلق ويضحك كالمجنون وحده.. إنها الوحدة الاختيارية المؤلمة التي صنعتها التقنية أو وسائل التواصل وعزلت أفراد الأسرة وزادت من التباعد العائلي كما أنها زادت من الرغبة في عدم الذهاب إلى المدرسة والاهتمام بالتحصيل..! أخيراً.. تسألني صديقة لماذا لم نأخذ إجازات متفرقة يوماً كل شهر مثلا أسوة بدول أخرى كيوم العمال أو الأم أو الأب.. نكسر به حاجز الملل وهذه المدة الطويلة المقبلة من الدراسة؟ أجبتها.. نحن لاينفع معنا يوم لأنّ أي يوم إجازة مفاجئة سيسبقه يوم وسيلحقه يوم.. وأعتقد أنه بعد ذلك لو تم إحصاء الأيام التي داوم فيها الطالب فعلياً فلن تتجاوز يوم..! عودة موفقة للجميع..