لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الوزارات والدوائر المحلية في الدولة، أعلنت هيئة الصحة عن طرح استراتيجيتها للسنوات المقبلة على المتعاملين مع الهيئة، للتقدم بمقترحاتهم وآرائهم حول آلية تطوير الخدمات الصحية في الإمارة، وأكد الدكتور حيدر اليوسف، مدير إدارة التمويل الصحي بالهيئة، في لقاء خاص مع البيان، أن الهيئة انتقلت إلى المرحلة الثانية لصياغة مشروع استراتيجية التطوير الشامل لقطاع الصحة، بعد أن أنهت في المرحلة الأولى سلسلة من المشاورات مع جميع الجهات والمؤسسات المعنية بالشأن الصحي، إلى جانب المناقشات المباشرة مع موظفي ومسؤولي الهيئة والمختصين فيها والمسؤولين في الدوائر الحكومية، وجميع الأطراف ذات العلاقة بالقطاع الصحي الحكومي والخاص. وأكد الدكتور اليوسف أن الهيئة استقبلت جميع المبادرات المبدعة للتطوير من المختصين والمسؤولين والمهتمين بالمنظومة الصحية في دبي، ببالغ الاهتمام والتقدير، وخاصة أنها شديدة الاتصال بحالة القطاع الصحي والأهداف المنشودة من تطويره. مبادرات وأوضح أن المبادرات التي تجمعت لدى الهيئة تمثلت في: تعزيز أنماط الحياة الصحية في إمارة دبي، بما يجعلها الوجهة المثالية للسياحة العلاجية عالمياً، إلى جانب اعتماد معايير دولية لتحقيق أعلى مستويات الرضا لدى المتعاملين والمترددين (من الداخل أو الخارج) على منشآت دبي ومرافقها الصحية، مع تحديد التخصصات التي ينبغي التركيز عليها لتنشيط السياحة العلاجية، وتسهيل الحصول على الخدمات النوعية التي تلبي حاجة المستهدفين من الاستقطاب. دعوة متجددة وجددت هيئة الصحة بدبي دعوتها أفراد المجتمع ومؤسساته وجمهور المتعاملين معها إلى المشاركة بأفكارهم وآرائهم واقتراحاتهم في صياغة وإعداد استراتيجية التطوير، وذلك من خلال صفحاتها على شبكة التواصل الاجتماعي، عبر وسم (#صحة_دبي_نحو_المستقبل)، والبريد الإلكتروني (future@dha.gov.ae). تفاعل الجمهور وأكدت الهيئة أنها تتطلع إلى المزيد من تفاعل الجمهور، لبلورة استراتيجيتها المستقبلية على أسس واقعية، وأهداف طموحة، وأجندة عمل قابلة للتنفيذ، منوهةً بأنها رصدت العديد من المبادرات والاقتراحات من خلال المختبر الافتراضي الذي شارك فيه أكثر من 11 ألف موظف وموظفة، والمختبر التفاعلي الأول الذي حضره 90 مسؤولاً وخبيراً ومختصاً يمثلون أطراف الشأن الصحي الحكومي والخاص، إلى جانب ما رصدته من مبادرات الجمهور الذي بدأ مشاركته في بناء الاستراتيجية يوم 17 من سبتمبر الماضي، ومشيرةً إلى أن استطلاع آراء الجمهور لم يتبقَّ له سوى ثلاثة أيام، حيث سينتهي يوم 8 من أكتوبر الجاري وفق المدة الزمنية المعتمدة. مقترحات الجمهور ووفق ما حصلت عليه البيان من معلومات وبيانات أعمال الرصد التي أجرتها الهيئة، فقد دعت مقترحات الجمهور إلى إنشاء بوابة ذكية لتقديم الخدمات الصحية الشاملة والرعاية الأولية، وفق معايير ومواصفات عالمية عالية الجودة، بحيث تكفل البوابة التواصل المباشر بين الطبيب والمريض، وتمكّن الطبيب من متابعة الحالة الصحية لمرضاه أولاً بأول، مع فتح المجال لجمهور المتعاملين مع الهيئة، لتقييم مستوى الخدمات من خلال البوابة نفسها، واقتراح ما يحفظ لخدمات هيئة الصحة بدبي تطورها المستمر، إلى جانب إنشاء سجلات طبية إلكترونية موحدة، يمكن أن يتوصل إليها المريض والطبيب عبر التطبيقات الذكية، بحيث تتاح الفرصة كاملة أمام المريض للمشاركة في تدوين بيانات السجلات التي تختص بحالته، مع إعادة تصميم رحلة المريض منذ دخوله مستشفيات الهيئة ومراكزها الصحية حتى تلقي العلاج ومتابعته المستمرة، واستحداث برنامج ذكي لمتابعة المريض بعد خروجه من المستشفى، وبرنامج آخر يربط بين مراكز الرعاية المتخصصة والرعاية المنزلية والتأهيلية، والطويلة الأمد، مع تضمين هيكل الهيئة إدارة متخصصة في إدارة المعرفة والابتكار والتطبيقات الذكية. وتضمنت المبادرات كذلك تجاوز مرحلة كثرة العلاج في الخارج، بإنشاء مراكز متخصصة لبعض الأمراض المزمنة والخطرة، ولا سيما لعلاج السرطان، وتوفير أقسام رعاية للمرضى في مراحل حياتهم الأخيرة، وتأسيس مستشفى ميداني متنقل لمواجهة أية تداعيات ناتجة عن الظروف الطارئة، وإنشاء مراكز لعلاج السمنة، وغسيل الكلى، وتوفير حضانات متقدمة المستوى لحديثي الولادة، وحزمة من البرامج الصحية للمراهقين واليافعين والشباب. الجانب الوقائي كما طالب الجمهور بالتركيز على الجانب الوقائي من الأمراض المزمنة، والتوعية بمخاطر الأمراض المعدية، وتنمية الوعي بأساليب الوقاية الحديثة في وسائل الإعلام، وبشكل متواصل، مع تخصيص حزمة من الفحوص الدورية الإلزامية، والتركيز كذلك على الرعاية الأولية، إذ أوضحت الأفكار التي رصدتها الهيئة أهمية مثل هذا النوع من الرعاية، في دعم جهود الوقاية من الأمراض، وخاصة المزمنة منها التي أكد المشاركون في اقتراحاتهم ومبادراتهم ضرورة تخصيص برامج نوعية لمواجهة الأمراض المزمنة على وجه التحديد، وبرامج أخرى لتمكين الطبيب من علاج العوامل المؤدية إلى تطور المرض وتجنب خطورته بشكل مبكر، مع تخصيص قسم للتثقيف الصحي من الأمراض لتعزيز التوجهات الوقائية، وتركيز حملاته التوعوية داخل المدارس من خلال زيارات منتظمة، للوقوف على صحة الطلبة وسلامتهم والقيمة الغذائية لما يتناولونه في المدارس وفي حياتهم اليومية بشكل عام، إلى جانب تضمين المناهج والمقررات الدراسية المفاهيم والأسس الصحيحة للوقاية من الأمراض والرعاية الصحية. ودعت مجموعة من المبادرات إلى تخصيص فرق عمل مهنية لتحديث المعايير والنظم الصحية، والتأكد المستمر من مدى توافقها مع المعايير الدولية، فضلاً عن توفير برامج تدريبية لتنمية الخبرات والكفاءات، ولضمان مبدأ التعليم المهني المستمر لجميع الكوادر البشرية، بما فيها الطواقم الطبية، والعناصر الإدارية، وتوفير سلة من الحوافز المادية والمعنوية، مع وضع تصور واضح لمسارات التطور المهني والوظيفي، والعمل على تطوير مستوى الأداء، بما يصب في خدمة المرضى وجمهور المتعاملين مع الهيئة بوجه عام. الانتظار وأكدت المبادرات أهمية تقليل وقت الانتظار، وخاصة في حالات الطوارئ، من خلال تحويل الحالات غير الطارئة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية. في الوقت نفسه، دعت إلى توثيق العلاقة بين المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، وضمان التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، من خلال توحيد السياسات وتأسيس منصة ذكية لـالبروتوكولات الطبية، والإرشادات واللوائح الإدارية، وتشكيل لجنة دائمة تضم مسؤولين من القطاعين (الحكومي والخاص)، تكون معنية بتطوير المنظومة الصحية في دبي، وإنشاء مؤسسة وطنية للاعتماد الصحي، ومؤسسة أخرى للرعاية الصحية القائمة على الإبداع والجودة، مع استحداث قواعد وآليات، لضمان التميز في العمليات الطبية السريرية في جميع المستشفيات والمراكز الصحية في دبي، وقواعد أخرى لتعزيز الإدارة الذاتية للمنشآت الطبية التابعة للهيئة. الاستثمار كما دعت المقترحات إلى تشجيع وجذب الاستثمارات الصحية إلى دبي، من خلال توفير المناخ المحفز والبيئة الجاذبة للاستثمار، وتطوير اللوائح والأنظمة والتراخيص، بما يضمن تقديم الخدمات الطبية بالطريقة المناسبة، ووفق مستويات عالية الجودة، ويدعم في الوقت نفسه توجهات الهيئة نحو تحقيق الاستدامة والتنافسية للقطاع الصحي. وتطرقت المبادرات إلى ضرورة إنشاء مركز دبي العالمي للبحوث الطبية والتعليم المستمر، وفق أحدث التقنيات والأساليب الذكية المتطورة، إلى جانب اعتماد آليات لدعم البحوث الطبية المتخصصة، وفتح المجال لإسهامات القطاع الخاص في الارتقاء بمستويات البحوث وتعزيز جهود الخبراء والمتخصصين والباحثين، وتخصيص برامج متقدمة لرعاية الأبحاث والدراسات العلمية، وجوائز علمية لتحفيز الباحثين، وخاصة الشباب منهم، إلى جانب إنشاء مستشفى تعليمي رفيع المستوى بتجهيزاته ونخبة المتخصصين القائمين على شؤونه. مسار طالبت مقترحات الجمهور بأهمية تطوير أنظمة المسار الوظيفي للكوادر الطبية والإدارية والفنية، وإقرار آليات واضحة لاستقطاب الكفاءات والخبرات للقطاع الصحي، مع استحداث قاعدة بيانات ومعلومات لتعزيز صناعة القرار في الهيئة، وتقديم الحلول الذكية والأفكار المبتكرة للتحديات التي تواجه أعمال التطوير.