×
محافظة المدينة المنورة

المياه الجوفية تغرق سميري ينبع وتحاصر السكان

صورة الخبر

هل حان الوقت لإخراج المواشي من جزيرة العرب بسبب الجفاف والأوبئة وضعف الغطاء النباتي؟. - هل حان الوقت لمنع تربيتها منعا لظهور الأوبئة بدءا بالوادي المتصدع وجنون البقر وانتهاء بانفلونزا الطيور وكورونا الإبل؟ - هل نملك أصلا حرية طرح مثل هذه التساؤلات كون ظروف الجفاف والقحط وتكاليف التربية التي جعلتها أصلا في حكم المنقرضة من جزيرة العرب؟ .. عزاؤنا الوحيد أن شعوبا كثيرة (تتمتع بالماء والخضرة والخروف الحسن) ومع هذا تتخلى تدريجيا عن تناول اللحوم.. تفعل ذلك لأسباب صحية وطبية واقتصادية وبيئية ومائية - بل وحتى أخلاقية وعاطفية.. فنحن في السعودية - مثلا - أصبحنا نأكل لحوما حمراء أقل من أجدادنا لسبب بيئي (الجفاف وقلة المياه) واقتصادي (بعد ان تجاوز النعيمي والحري ربع ميزانية الأسرة في عيد الحج الأخير).. وفي الدول الفقيرة بالمياه أدرك الناس قبل الحكومات أن تناول المحاصيل النباتية أوفر لهم من تربية الثروة الحيوانية.. وفي الهند والمجتمعات البوذية في آسيا لا يحبذ الناس أصلا فكرة قتل الحيوانات لتناول أجسادها لأسباب عقائدية ضاربة في القدم.. أما في أوروبا فبدأ الناس بهجر اللحوم لأسباب صحية وموجات وبائية ذات علاقة واضحة بالمواشي.. ومن المعروف أن تناول اللحم كان ومايزال احد معايير الثراء بين الأفراد والأمم؛ فكلما زاد ثراء الفرد والمجتمع زادت نسبة استهلاك اللحوم. غير ان هناك ظاهرة برزت منذ الستينيات جعلت التخلي عن اللحم خيارا طوعيا لادخل له بالغنى والفقر. ففي دول الغرب المترفة اختار البعض التحول للغذاء النباتي لأسباب لم تكن معروفة حتى مئة عام مضت.. فالبعض امتنع عن تناول اللحوم خوفا من الأمراض.. والبعض الآخر اعتراضا على المعاملة اللانسانية التى تتعرض لها المواشي.. وقسم ثالث تأثرا بالمعتقدات الشرقية التي تعارض قتل ذوات الأرواح أو تعتقد ان الحيوانات تجسيد لأشخاص عاشوا في الماضي.. اما القسم الأخير فيشمئز ببساطة من فكرة قتل أي مخلوق بغرض تناول جسده الميت! واليوم يعد الشعب البريطاني من أسرع شعوب العالم هجرا للحوم ويقدر ان ألف شخص يتوقفون عن تناولها كل أسبوع.. وبحسب صحيفة الاندبندنت تحول 35% منهم بشكل نهائي إلى النظام النباتي (مقارنة ب65% في الهند) بسبب سلسلة من الأوبئة التي بدأت بجنون البقر واستمرت بالحمى القلاعية! .. ويلاحظ بوجه عام ان هذه الظاهرة بدأت تنتشر فى كامل أوروبا.. ففي ألمانيا والنمسا والسويد والنرويج تنخفض مبيعات اللحوم بنسبة 5% سنويا.. وفي فرنسا أكد المعهد الوطني للإحصائيات ان 66% من الفرنسيين أصبحوا يفضلون الأكل النباتي على الحيواني. وبدأت هذه الموجة قبل 25 عاما حين اختفى لحم الحصان الذي يعشقه الفرنسيون بالتدريج من مجازر باريس وخف استهلاك الدواجن بنسبة كبيرة! ومن جانب آخر لا ننسى وجود سبب اقتصادي وبيئي قد يجبر قريبا كافة الأمم على التخلي عن تربية المواشي.. فالبقرة والخروف والخنزير وجميع المواشي تستهلك كميات (كبيرة) من المحاصيل لتمنحنا كميات (قليلة) من اللحوم.. وهي لا تشرب فقط كميات كبيرة من المياه، بل وتستهلك حبوبا ومحاصيل تتطلب زراعتها كميات مهولة من مياه الشرب العذبة.. ولهذا السبب سيجبر العالم قريبا على التخفيف من تربية المواشي (وربما التخلي عنها نهائيا كما أجبرنا على ذلك في السعودية).. سيكتشف قريبا عقلانية توفير هذه الكميات الهائلة من المياه والمحاصيل (كما اكتشفنا نحن بعد استنزاف مخزوننا الجوفي) واستغلال المتبقي لتوفير احتياجات الناس مباشرة! وحتى يصلنا الدور (ونمتنع نهائيا عن أكل اللحوم لأي سبب) أقترح إخراج المواشي من جزيرة العرب وتخفيفنا طواعية من تناول اللحوم الحمراء توفيرا لميزانية العائلة وتخلصا من الكوليسترول الذي يخنق عروقنا.