أُسدل الستار على قيد المرشحين للانتخابات البلدية وتبقى شهران ونيف على يوم الاقتراع وسيتم إعلان القائمة النهائية للمرشحين من اللجنة العامة للانتخابات حسب الجدول المعلن خلال شهر صفر المقبل، فيا ترى ما الصفات المطلوبة من مرشح المجلس البلدي كي ننتخبه وما المبادئ الأساسية التي يجب أن يتسم بها المجلس ككل ليؤدي الدور المطلوب منه بكل نجاح واقتدار. إن خير من استأجرت القوي الأمين. لا شك أن المرشح للعمل البلدي يجب أن يكون قويا في الطرح مؤتمنا لحمل المسؤولية عاملا في الشأن العام يحمل مؤهلات علمية وعملية تمكنه من أداء الواجب المناط إليه بكل جدارة ونجاح. وكما نعلم بأن المجلس لديه صلاحيات رقابية تقريرية فلا بد أن يكون المرشح يمتلك مهارات وأدوات التقرير والمراقبة أو بعضها على الأقل، وعلى سبيل المثال أن يكون مهندسا أو فنيا ملما بإدارة المشاريع والمواصفات الهندسية وأصول المراقبة والتفتيش وإدارة العقود وغيرها، أو أن يكون شخصا ماليا له معرفة بمراجعة الميزانيات والحسابات الختامية ولديه معرفة بأنظمة التعاقد الحكومي ونظام المشتريات الحكومية أو أن يكون اداريا يتفهم أسس التعاملات الإدارية الحكومية ومبادئ الإدارة بشكل عام وأن يكون ملما بانفصال السلطات التنفيذية للبلدية والرقابية للمجلس... وأن يكون برنامجه الانتخابي واضحا قابلا للتحقيق في ضوء الصلاحيات والمهام، بل أستطيع أن أزعم أن وضوح البرنامج وواقعيته وسمو أهدافه ينم عن مهارات صاحبه ووضوح رؤيته، كما يلزم أن يكون القائد بالإضافة لذلك لديه علاقات اجتماعية ورسمية واسعة وهذا سيسهل العمل كثيرا. فمن خلال تجربة امتدت أربعة أعوام وحضور شبه يومي في أروقة المجلس والبلدية وتعامل مستمر مع مسؤولي البلدية والمواطنين أنصح وبكل قناعة الإخوة أو الأخوات ممن لا يملكون مثل هذه المهارات أو بعضها وليس لديهم سابق اهتمام بالشأن العام ألا يخوض غمار هذه التجربة وأن يتيح المجال للأشخاص المؤهلين المحملين بالتحصيل والخبرة والمعرفة وحسن التعامل مع الآخرين وهم كثر في مجتمعاتنا. ولا يمنع ذلك أن يرشح الشباب العامل لخوض هذه التجربة إذ يوجد الكثير من الشباب المؤهل في كل المجالات ليتناغم وجودهم ويتكامل مع أهل الخبرة والتجربة ليصبح فريق عمل واحد ينضح بالحيوية والنشاط ضمن عمل جماعي دؤوب منظم. إن نجاح عمل المجلس البلدي يرتكز على تفعيل المهام والصلاحيات وحسن ممارسة العضو وحراكه الايجابي في تلمس الاحتياجات الخدمية والمتطلبات التخطيطية مع وجود الرؤية الواضحة وتعيين الأهداف المرجوة وفق خطة إستراتيجية تنبثق منها خطة تشغيلية سنوية يتفق عليها الأعضاء بمشاركة البلدية مع وجود أدوات للقياس والمتابعة، وأن يصحب ذلك بناء علاقة تكاملية إيجابية مع الأمانة أو البلدية فهي الجهة المنفذة لقرارات المجلس في نهاية المطاف، ولن يستطيع المجلس تحقيق أهدافه إلا إذا ساد الانسجام والتوافق بين الأعضاء ،وطغى مبدأ التكامل لا التنافس في الخبرات، واتصف العضو بالجرأة المحسوبة في الطرح، واستند إلى اللوائح التنفيذية في طريقة العمل، وفوق كل ذلك ابتغى العمل لرضا الله عز وجل دون تكتل أو تسييس أو تحزب، فما كان لله ينمو.