يعكف مجموعة من النواب -على مستوى دول عربية وغربية عديدة- على صياغة مبادرة نيابية تهدف إلى تفعيل ودعم خيار مقاطعة إسرائيل، والتنديد بالموقف الرسمي العربي الموصوف على حد تعبيرهم بـ"المتخاذل". وبحسب منسق المبادرة والنائب في البرلمان الجزائري عن حزب جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي، فإن العملية جاءت في إطار تنسيق مجموعة من النواب ينتمون لعدة دول عربية وغربية، مثل: الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا وبلجيكا وفنزويلا وباكستان ودول أخرى عديدة. وأوضح عريبي للجزيرة نت أنأصحاب المبادرة يهدفون إلى التنديد بالموقف الرسمي العربي من العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وهو الموقف الذي وصفه بـ"المتخاذل"، متهماالأنظمة العربية بتناسي القضية الفلسطينية، رغم أنهاتعد "القضية المركزية والرئيسية للأمة العربية والإسلامية". وذهب النائب الجزائري إلى أبعد من ذلك حينما اتهم الحكام العرب بالتحالف مع العدوان الإسرائيلي ضد المقاومة في غزة، قائلا في هذا السياقإن "الحكام العرب يتعاونون بشكل فظيع مع إسرائيل"، واستدل على ذلك بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس حينما تحدث عن دعمواسع لإسرائيل باستثناء ثلاثة دول هيقطر وتركيا وإيران. حسن عريبي: بيان عن المبادرة يصدر خلال أيام (الجزيرة نت) غدر عربي وفي تقدير عريبي فإن تصريحات نتنياهو -في حال ما إذا كانت صحيحة- تعني أن درجة الغدر العربي وصلت إلى مستوىالخطورة، وبالتالي فإن موقف الحكام العرب تجاه ما يحدث في غزة برأيه يشكل تحديا وخطرا على الأمن القومي للأمة العربية. وفي هذا الإطار، أوضح أن هناك بعض القضايا المهمة والمرتبطة بالمبادرة سيتم الإعلان عنها في حينها، ومن بينها "سنثبت بالدليل القاطعتورط حاكم عربي كبير في العدوان على غزة، من خلال اتصالاته وتنسيقه وتخطيطه اليومي مع إسرائيل، ومع نتنياهو من أجل القضاء على المقاومة في غزة". وكان مقررا أن يصدر أصحاب المبادرة في وقت سابق بيانا يكشف عن محتواها، إلا أن الأمر تأجل إلى الأسبوع القادم، وبحسب عريبي فإن التأجيل مرتبط بعدم الانتهاء من بلورة الفكرة بشكل كامل، في ظل المقترحات الكثيرة التي يقدمها النواب من أجل الخروج بفكرة يكون لها تأثير على الموقف الإسرائيلي. كما أن المبادرة -بحسب عريبي- ما تزال تستقبل توقيعاتنواب من دول أخرى عديدة، لكنه رجح أن يتم الإعلان عنها في بحر الأسبوع القادم. موضحا أنعدد النواب الملتحقين بها حتى الآن بلغ165 نائبا من دول مختلفة، ويطمح أصحابها إلى عدد يتجاوز مائتي نائب. " أكد عريبي أن المبادرة لها هدف اقتصادي من خلال محاولة التنسيق لدعم وتفعيل خيار المقاطعة الاقتصادية " خيار المقاطعة وعن انضمام نواب من دول أميركا اللاتينية، اعتبر عريبي أن ذلك يأتي منسجما مع مواقف بعض دول تلك المنطقة، ووصف هؤلاء النواب بـ"أحرار العالم" اللذين دفعتهم إلى ذلك الغيرة وعدم الرضا عن الغطرسة الصهيونية، وحالات الاعتداء والقتل الممنهج من قبل إسرائيل، ويرفضون كذلك -بحسب حديثه- الموقف المخزي والمتواطئ للأنظمة العربية في حق قضية عادلة اسمها غزة. وفي محاولة للتأثير على إسرائيل والدول الداعمة لها، أكد عريبي أن المبادرة لها هدف اقتصادي من خلال محاولة التنسيق لدعم وتفعيل خيار المقاطعة الاقتصادية، سواء مقاطعة السلع والشركات الإسرائيلية، أو مقاطعة الدول التي تقدم الدعم غير المحدود للكيان الإسرائيلي، سواء كان دعما سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا. وأضاف أن خيار المقاطعة الاقتصاديةله دور كبير في التأثير على الكيان الإسرائيلي، وسيشكل أيضا حرجا كبيرا للدول الداعمة لهذا الكيان، وقد تجبر هذه الدول على التدخل فورا لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة.