قتل وجرح عشرات المدنيين في رابع يوم للغارات الروسية التي ضربت أمس مناطق في جبل الزاوية في ريف إدلب وفي ريف اللاذقية، حيث استهدفت قوات للدفاع المدني ومكتباً للمنظمة دولية. وأعلنت وزارة الدفاع أمس، أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت تكثيفا للهجمات على «البنى التحتية للإرهابيين» وقالت إن الطيران الروسي نفذ عشرين غارة استهدفت تسع منشآت تابعة لتنظيم «داعش» في جسر الشغور والرقة. وأضافت أن الطائرات الروسية نفذت 60 طلعة في ثلاثة أيام، فيما أعلن التحالف الدولي شن 27 غارة في العراق وسورية الجمعة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «قصفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية أطراف بلدة الهبيط بريف إدلب، كما استشهد وأصيب نحو 12 شخصاً بينهم عناصر من الدفاع المدني جراء تنفيذ الطائرات الحربية عدة ضربات على مناطق في أطراف بلدة احسم» في جبل الزاوية. وأظهر فيديو غارة على قوات الدفاع المدني خلال إنقاذهم مصابين في غارة سابقة. وأشار الى غارات روسية على «منطقة مشفى تابع لمنظمة طبية دولية في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لأضرار مادية في المباني». وأضاف أن «مقاتلات روسية قصفت بعد منتصف ليل (أول) أمس، منطقر مقر لفرقة مقاتلة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى لسقوط جرحى». وأشار «المرصد» الى «مقتل 39 مدنياً على الأقل و14 مقاتلاً في أربعة أيام من الغارات الجوية الروسية». وذكر الجنرال إيغور كوناشينكوف، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، أن الاهداف الأساسية تمثلت في «مستودعات ذخيرة ومقرات قيادة وآليات ومعدات في جسر الشغور (محافظة إدلب)، ومركز قيادة لإحدى المجموعات الإرهابية ومخبأ تحت الأرض يحتوي على المتفجرات والذخائر في ريف مدينة الرقة»، علماً أن لا وجود لـ «داعش» في جسر الشغور. وزاد أن المقاتلات الروسية دمرت ورشة كبيرة لصنع المتفجرات اليدوية، في منطقة معرة النعمان بريف إدلب كانت مموهة على شكل معمل أسطوانات غاز. ونوه كوناشنكوف إلى أنه «تم تدمير نقطة سيطرة للتنظيم بواسطة الضربات الدقيقة، التي نفذتها الطائرات القاذفة في منطقة قريبة من بلدة خان شيخون في ريف إدلب». وقال الناطق إن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي 34» ألقت قنبلة موجهة من طراز «كا أ بي- 500» على معسكر محصن ودمرته بشكل كامل، وقضت على مستودعات تحوي الذخائر والمحروقات، ودمرت 7 آليات عسكرية. وأشار إلى أن هذه القنابل تستخدم لضرب أهداف محددة هي مراكز القيادة ومستودعات الذخائر والمحروقات، والمعامل لإنتاج أسلحة الإرهابيين الانتحاريين. وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو عن تفاصيل الأسلحة المستخدمة في العمليات القتالية، ونشرت وزارة الدفاع «ورقة توضيحية» حول القنبلة أفادت بأنها «تصيب أهدافها بدقة عالية، ولا يزيد احتمال انحرافها عن الهدف المطلوب أكثر من خمسة أمتار». ونشرت وزارة الدفاع في وقت لاحق مقطع فيديو يظهر لحظة تدمير التحصينات الواقعة تحت الأرض، في مسعى للرد على اتهامات غربية بعدم دقة توجيه القصف. وأعلنت الوزارة أن طائراتها تشن هجماتها على ارتفاع خمسة كيلومترات عبر توجيه إلكتروني يعتمد على منظومة «غلوناس» الملاحية الفضائية بدقة تصل الى مترين. وفي نفي غير مباشر لصحة معطيات تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي حول إسقاط مقاتلة روسية، قالت الوزارة إنها «لم ترصد نشاطاً للدفاعات الجوية المضادة للطائرات في مناطق عملياتها». وتطرق الى هذا الموضوع أيضا، الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وقال رداً على سؤال الصحافيين إن العسكريين وحدهم مخولين بالتعليق على أخبار من هذا النوع، لكنه «نصح» الصحافيين بأن «يعتمدوا على المعلومات التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية فقط». الى ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، إن بلاده «لا تسعى وراء مصالح اقتصادية من خلال نشاطها العسكري في سورية». وأوضح أن سورية لا تعتبر سوقاً مهمة لمنتجاتنا العسكرية وليست لدينا أهداف منفعية هناك بما في ذلك على صعيد ما يتردد عن رغبة روسية في إعاقة مد خطوط غاز أو نفط في سورية»، موضحاً في مقابلة تلفزيونية أمس أن لدى روسيا «علاقات اقتصادية مع سورية وبلدان عربية أخرى، ولكن لا توجد لنا مصالح كبرى في سورية». وقال مدفيديف إن روسيا عبر تحركها العسكري «تدافع عن أمنها من خطر الإرهابيين ولا تتطلع لمنافع». وأضاف أن تكاليف العمليات العسكرية الروسية في سورية تقوم موسكو بتغطيتها بالكامل من الموازنة الفيدرالية». وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف إن تصريحاته حول المدة الزمنية للعمليات العسكرية الروسية «أخرجت من سياقها وتم تحريفها». وكانت وسائل إعلام نقلت عن بوشكوف أن موسكو تتوقع استمرار حملتها العسكرية ثلاثة إلى أربعة شهور، لكن البرلماني الروسي قال إنه رد على سؤال مفاده أن واشنطن تواصل عملياتها منذ عام فهل سيكفي موسكو ثلاثة أو أربعة شهور لتحقيق أهداف؟ بالقول إن «كل شيء ممكن». وزاد أنه غير مخول بتقديم توقعات حول الفترة الزمنية اللازمة لإنهاء روسيا عملياتها في سورية. الى ذلك، أعلنت قوة المهام المشتركة إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت 27 غارة جوية مستهدفة مقاتلي تنظيم «داعش» في العراق وسورية الجمعة. وأضافت في بيان أن 17 ضربة جوية نفذت في العراق بينها ست ضربات قرب الرمادي. وفي الإجمالي استهدفت ثماني مناطق ووحدات تكتيكية تابعة لتنظيم «داعش» ومواقع قتالية وأسلحة. وفي سورية، نفذت القوات عشر ضربات قرب خمس مدن وقصفت أهدافاً مشابهة.