بيروت: نذير رضا بينما تصعد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد من هجماتها لاقتحام بلدة النبك ضمن خطتها لاستعادة البلدات الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق، جدد النظام قصف مدينة الباب في ريف حلب أمس مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل. وجاء ذلك بينما سقطت قذائف على مدرسة فرنسية في دمشق، من غير أن تسفر عن إصابات. واشتدت المعارك، أمس، في بلدة النبك في القلمون بين قوات المعارضة السورية والجيش النظامي، حيث صعد الأخير من قصفه البلدة، فيما كان مقاتلو المعارضة يحاولون صد هجمات متكررة لاقتحامها. وقال ناشطون، إن «القوات النظامية سيطرت على المستشفى في البلدة بعد دخول عناصر المعارضة إليها». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسة من عناصر القوات النظامية إثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بسيارة مفخخة عند منتصف ليل السبت / الأحد قرب مركز شرطة الطرق العامة على طريق دمشق - حمص الدولي في منطقة النبك. وفيما أكد ناشطون أن القوات الحكومية لم تتمكن من دخول البلدة بفعل القتال الشديد، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات النظام كثفت من حملاتها غرب المدينة بهدف تأمين طريق حمص – دمشق، كما للسيطرة على الأحياء الغربية الملاصقة للطريق الدولي قبل الدخول إلى داخل البلدة». وتعد النبك واحدة من أكبر بلدات القلمون الواقعة في ريف دمشق الشمالي، وتتضمن مصانع، ويقطنها ما يزيد على 50 ألف نسمة. وبدأت الحملة العسكرية عليها بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على قارة ودير عطية في القلمون. وأفاد ناشطون سوريون بشن الطائرات السورية غارات جوية على النبك، غداة وقوع غارات جوية عدة على يبرود القريبة منها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في النبك. وفي دمشق، تعرضت «مدرسة شارل ديغول» الفرنسية، الواقعة في منطقة المزة في غرب دمشق، لقصف بقذائف «الهاون»، لم يسفر عن وقوع إصابات، واقتصرت الخسائر على الماديات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر داخل المدرسة قوله، إن «قذيفة سقطت على مدخنة أحد الصفوف ولم يصب أحد لكن تحطم الزجاج وتصدعت جدران»، وأضاف أن «التلاميذ كانوا في الصف حين سقطت القذيفة وهم 15 طفلا عمرهم خمس سنوات». وتضم المدرسة نحو 220 تلميذا بينما كانت في السابق تضم نحو 900 قبل بداية الأزمة السورية، ويرتادها تلاميذ سوريون وكذلك أولاد الأجانب القلائل الذين لا يزالون في البلاد. وأدانت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس سقوط قذيفة هاون على المدرسة، مؤكدة أن «ذلك يعتبر عملا جبانا». وقال فابيوس، إن «فرنسا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي كان يمكن أن يتسبب بمقتل تلاميذ صغار». وتجدد أمس القصف على حي برزة شرق العاصمة من قبل قوات النظام السوري باستخدام المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع حدوث اشتباكات متقطعة على أطراف الحي بين الجيش السوري الحر وقوات النظام، كما تعرض حيا القابون والعسالي لقصف عنيف. في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون إن «حصيلة غارة جوية نفذتها مروحية تابعة للطيران السوري على بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا شمالي مدينة حلب، بلغت 26 قتيلا، بينهم أربعة أطفال». وقال مركز حلب الإعلامي، إن «قصف قوات النظام لمنطقة الباب، لليوم الخامس على التوالي، تجدد أمس مستخدما حاوية متفجرة، مما أدى إلى سقوط العشرات البعض منهم إصاباتهم خطرة»، مشيرا إلى أن هناك العشرات ما زالوا تحت الأنقاض. ولفت المركز إلى أن المنطقة شهدت حركة نزوح واسعة للعائلات بينما تتجدد الاشتباكات في حي الأشرفية بحلب وعند مبنى المواصلات وعلى أطراف منطقة النقارين. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن «عدد القتلى في مناطق مختلفة من محافظة حلب تجاوز إلى 61 شخصا خلال يومين إضافة إلى عشرات الجرحى وذلك جراء قصف لأحياء سكنية ومعارك في مناطق مختلفة».