عواصم (وكالات) تواصلت الضربات الجوية الروسية في الأراضي السورية لليوم الثالث على التوالي، حيث شنت المقاتلات 18 طلعة خلال الساعات الـ24 الماضية، فأصابت مجدداً مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المناهضة لنظام الأسد في إدلب وحماة، ولا صلة لها بتنظيم «داعش»، بينما أكد أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي «الدوما»، أن الغارات ستستمر 3 أو 4 أشهر، وأن وتيرتها ستتصاعد. من جهتها، انتقدت الدول المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الضربات الروسية التي أوقعت العديد من الضحايا المدنيين من دون استهداف «داعش»، واعتبرتها عاملاً آخر لتصعيد النزاع، مطالبة بوقفها. واتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو روسيا أمس، باستهداف مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بهدف دعم نظام الأسد، بينما اعتبر البيت الأبيض أن موسكو لن تتمكن من هزيمة التنظيم الإرهابي إذا استمرت في دعم نظام الأسد. من جهته، شدد الاتحاد الأوروبي، أمس، على ضرورة أن تستهدف الغارات الجوية في سوريا «داعش» دون سواه، داعياً إلى التنسيق، تجنباً لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين. من جهته، أكد المرصد السوري الحقوقي أن غارات روسية استهدفت مواقع لجماعات معارضة مدعومة من الخارج في حماة، تزامناً مع قصف طال ««جيش الفتح» في إدلب ومدينة الباب بريف حلب، حيث سقط 7 قتلى وأصيب العشرات، بينما طالت غارة بالخطأ قرية بابنا الخاضعة لسيطرة النظام بريف اللاذقية. وفي لقاء مع إذاعة «أوروبا 1 » الفرنسية أمس، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما الروسي، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «هناك دائماً خطر السقوط في مستنقع يصعب الخروج منه، لكننا في موسكو نتحدث عن عملية تستغرق 3 أو 4 أشهر في سوريا»، مضيفاً أنه «سيحدث تكثيف للضربات». وكان بوشكوف يتحدث قبل بضع ساعات من اجتماع بوتين مع زعماء فرنسا وألمانيا وأوكرانيا في باريس لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا، خيم الصراع في سوريا عليها. وأضاف بوشكوف أن الضربات استهدفت في الأغلب «داعش» لكن تقارير ذكرت أنها ركزت على معارضين للرئيس الأسد، قائلاً: «معارضو بشار قريبون للغاية من (داعش)». وتابع البرلماني الروسي: «ضربات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لم تكن مجدية بالقدر الكافي، وأنه ينبغي الانتقال إلى مرحلة أخرى في مكافحة (داعش) في سوريا.. اعتقد أن التكثيف هو المهم. الائتلاف الأميركي تظاهر بقصف (داعش) لمدة سنة، وليس هناك نتيجة. إن قمتم بذلك بشكل أكثر فاعلية، اعتقد أن النتائج ستظهر». وأمس، أعلن المرصد أن الطيران الروسي شن للمرة الأولى مساء الخميس، غارة على محافظة الرقة معقل «داعش» شرق سوريا، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 متطرفاً من التنظيم الإرهابي. وفي موسكو أعلنت وزارة الدفاع الروسية شن غارات مساء الخميس على الرقة في سياق عمليات قصف استهدفت أيضاً محافظات حلب وإدلب وحماة. وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الطيران الروسي ضرب «داعش» في محافظة الرقة، والمدينة التي تحمل الاسم ذاته، وتعتبر معقل التنظيم المتشدد. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «إن قاذفات تكتيكية طراز سوخوي-34 استهدفت بصورة خاصة (مركزاً للقيادة مموها في كسرة فرج) جنوب غرب الرقة. كما قصفت الطائرات الروسية (معسكر تدريب) للتنظيم قرب قرية معدان جديد على بعد 70 كلم شرقاً». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «الضربات الروسية استهدفت مساء الخميس الأطراف الغربية لمدينة الرقة ومنطقة مطار الطبقة إلى الجنوب الغربي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 متطرفاً». وأضاف أن «جثث المتشددين نقلت إلى أحد مستشفيات المحافظة». في الوقت نفسه، شن مسلحو التنظيم هجوماً كبيراً على أحياء يسيطر عليها النظام في مدينة دير الزور، وعلى المطار العسكري، حيث تدور مواجهات عنيفة، بحسب المرصد. وقصف الطيران الروسي أيضاً للمرة الأولى محافظة حلب في الشمال. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «إن مركزاً للقيادة وآخر للاتصالات تابع (لداعش) دمرا» في دارة عزة بمحافظة حلب. وأضافت أن «قاذفات طراز سوخوي-25 ضربت معسكراً (لداعش) في معرة النعمان في محافظة إدلب». وذكرت أن «ملاجئ محصنة ومخزونات من الأسلحة دمرت بالكامل». وأكد المرصد أن «داعش» لا وجود له في معرة النعمان أو دارة عزة، حيث تتمركز جبهة «النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة. ... المزيد