×
محافظة المدينة المنورة

«الكشافة السعودية» تستخدم الخرائط الرقمية لإرشاد الحجيج في المدينة المنورة

صورة الخبر

منذ أكثر من عشرين عاماً ونحن نكتب، ونصرخ بأعلى أصواتنا بأن منطقتنا، وبلادنا تُستهدفان من الصهيونية العالمية، ومن الغرب أجمعه.. فيرد علينا بأننا نؤمن بنظرية المؤامرة، وكنا نقول إن اسرائيل، وغرسها في المنطقة هو مؤامرة ناصعة الخبث، وكنا ننبه إلى أن المؤامرات ضد بلداننا قديمة، قدم الاستعمار نفسه، فمنذ احتلال البرتغاليين لدول الخليج في القرن الخامس عشر الميلادي إلى خروج البريطانيين في الستينيات من القرن العشرين، والبلدان العربية كلها تقريباً قد أخضعت للتدخل، والاحتلال، والقتل، والاستعمار البغيض..! ولم يكن ذلك كله من باب المصادفة، وإنما كان من خلال تدبير محكم، ومدروس.. فقد عانت الشعوب العربية طويلاً من الاستعباد، والاسترقاق.. وقد سفكت دماء هائلة تعكر لون مياه المحيطات، ويكفي أن الجزائر وحدها، وفي سبيل تحررها قُتل من أبنائها مليون ونصف مليون شهيد.. وها هي منطقتنا اليوم تغرق في بحر الأوحال التآمرية، وفق مخططات مدروسة ومدبرة، وضمن برنامج محكم، أُعدت اجندته، وبنوده منذ أكثر من ستين عاماً على أيدٍ اصولية من اليمين المسيحي المتطرف ومن التوراتيين اليهود المتعصبين.. قلت: كنا ننادي بغيرة، واخلاص، وبوجل، وخوف.. ننبه من الخطر، وندعو إلى أخذ الحيطة، من هذه المكائد، والألاعيب التي تستهدف بلداننا ووطننا، وأهلنا، وكنا نقول: إن المنطقة مقبلة على تحطيم، وقتل، واحراق، وتقزيم، وتقسيم.. فنسمع رغاءً من أصوات بذيئة، ونقرأ لأقلام عفنة، تدافع عن الغرب، واحتلاله وجرائمه..!! تدافع عن الصهيونية واعوانها، بل ترى في أولئك المجرمين، النموذح الإنساني، الذي سيجلب لنا الحرية، والديمقراطية، والأمان والرفاه..!! مع أنهم يرون أنهار الدماء، يرون القتل، والتهجير، والإبادة، يرون الطائرات الغربية، التي تصبّ حممها على الاطفال، على القرى، على المدن، على المدارس، والمستشفيات، والمساجد، يشاهدونها في العراق، وسورّية، وفي فلسطين.. وبدلاً من الاستنكار يأخذهم الصلف، والاستكبار، يأخذهم الهوى، والعشق للقتلة، والمجرمين، والسفاحين، يأخذهم الغلو في تقديسهم، وولائهم الذليل للقاتل المحتل..!! وكان يأخذنا العجب، وتأخذنا الحيرة، ونشعر أن هذا العالم مصاب، بعطب في عقله فهو يعاني من الهوس، والجنون، حين أفرز لنا مثل هؤلاء.. إذ لا يمكن لمن لديه أدنى حس بالإنسانية، والوجود الإنساني، وكرامته، أن يمعن في غدره، وخيانته لوطنه، وامته..!! فنذهل وتنتابنا الأسئلة الجارحة، والمؤلمة والدامية ونقول: أين هؤلاء مما يحدث في سورية وقد تواطأ الغرب كله وبلا استثناء فأذن "لروسيا" أن تحتل بلاد الشام هكذا عنوة وبدون أي زاجر أخلاقي أو قانوني.. وأن تشد من عضد المجرم الأسد في تفريغ بلاد الشام من اهله العرب السنة.. فعملت على إخراجهم من ديارهم، وبعثرتهم لاجئين يغرقون في البحار والذل، والمهانة، بفعل السياسة الغربية والسلاح الغربي، والتآمر الغربي لطمس الهوية العربية من بلاد الشام وتحويلها الى نصيرية مجوسية فارسية.. إنها حرب صليبية فارسية لإبادة العرب السنة، وكأن التاريخ يعيد نفسه ورحم الله ابن تيمية فها نحن نرى ما كان البعض ينكره عليه..! كل ذلك. تمهيداً لاعلان دولة اسرائيل الكبرى.. وها هم الصهاينة اليوم يثبون على المسجد الأقصى وثبة الخنازير المتوحشة، ها هم يعيثون في الأقصى قتلاً، وتدميراً، وخراباً، يمنعون المصلين عن صلاتهم،.. يحرقون الشبان أحياء، ويفرغون الرصاص في صدور العذارى المؤمنات، ويبطشون بالإنسانية بطشاً ذريعاً.. فلا احد يحتج، لا أحد يستنكر، لا أحد يتحرك من هذا العالم المتوحش.. وأكثر شيء يغتال الضمير، ويفترس الروح هو موقف بعض المتصهينين، والمتمجسين، ومدعي الليبرالية أولئك الذين يعيشون بين ظهرانينا، فلا تأخذهم نخوة، ولا رجولة ولا رأفة انسانية رغماً عن كل ما يرون في هذا المشهد الاجرامي البشع،.. ويتساءل المرء العاقل: أي نوع من البشر هؤلاء..؟ من أي أرض نبتوا..؟ من أي شجر اكلوا..؟ ووالله لو أنهم أكلوا من شجرة الزقوم لما تبشموا وترهلوا بكل هذا الحقد والافتراء، وبكل هذه الكراهية على ديننا وأوطاننا.. *** وإني إذ أسوق ذلك كله كي أربطه بحادثة "منى" التي أفجعتنا، وآذتنا، وأرقتنا، ونغصت علينا أيامنا، وهي حادثة ظهر للجميع، وتبين لهم، أن وراءها مكراً وتخطيطاً، وكيداً إيرانياً مجوسياً خبيثاً، وهذا ليس مستغرباً على إيران، التي سبق لها أن مارست هذا العمل الإجرامي التشويهي الخبيث في مواسم الحج عشرات المرات، كل ذلك من أجل الإساءة للمملكة، والضغط عليها، واظهارها بمظهر العاجز عن اداء واجبها.. إذ كانت قد جندت اعلامها القذر منذ الدقيقة الأولى حيث حشدت، وأعدت لهذا الامر عدته مسبقاً.. ولست استنكر من إيران الفارسية المجوسية هذا الحقد وهذه الكراهية.. وإنما الذي يوجعنا كمواطنين.. هي تلك المواقف الرخيصة، والمشبوهة، والمغشوشة، من بعض المتصهينين والطائفيين ممن يتعصبون لإيران، وكذلك من الذين يزعمون أنهم ليبراليون - مع أن الليبرالية على سوئها أنظف منهم - هؤلاء الذين لاذوا بالصمت، أو الذين تحدثوا بنفاق وريبة، وما في صدورهم وما تضمر قلوبهم أسوأ وأشنع.. أولئك الذين غمزوا، ولمزوا، واستعدوا الخصوم والاعداء على المملكة.. انهم أولئك الذين يريدون لوطننا، ولعقيدتنا، ولهويتنا، ولنا جميعاً أن نكون قرابين لاصنامهم الغربية، التي يظلون عاكفين على عبادتها ليلاً ونهاراً.. هولاء الأنجاس الذين لو فتحت قلب أحدهم لوجدت في داخله عمامة سوداء، أو أيقونة.. أو نجمة سداسية..! أقول ذلك ولا أبالي لأني اعرفهم حقاً.. ومن ثم فإني أدعو كل الشرفاء ألا يبالوا بهم.. فكفانا صبراً ومهادنة ومجاملة، فهؤلاء جنود الغدر، والطعن في الظهر وفي الخاصرة، وهم أصغر من أن يقيم لهم الحر الشريف وزناً، لأنهم لا يملكون مقارعة الحجة بالحجة، ولا المجاهرة بالمجاهرة، وكل ما لديهم أن يتهموا من يقف في وجوههم بعباراتهم الرخيصة، والسفيهة الباردة.. بأنه: إسلاموي، أو قومي، أو إخونجي، أو داعشي.. الخ. وسيرمونه بأنه انشائي خطابي، انفعالي.. هذا هو كل ما يملكون، وما تختزنه عقولهم ورؤوسهم النخرة.. بيد أن مثل هذا الهراء لن يمنع الشرفاء والمخلصين من التصدي لهم، لن يمنع الشرفاء من الدفاع عن هويتهم، وعقيدتهم، والدفاع عن وطنهم، والذي أصبح هدفاً تشن عليه الغارات الحاقدة ويراد به التمزق والتبعثر والتقسيم،.. لذا فسوف نقف لمحاربتهم، ونقول لهم إن في قلوبنا لهذا الوطن حباً، وفي أيدينا للدفاع عنه رماحا... سندافع عنه ما دام في العِرقِ قطرة دم، وما دام في القلم قطرة حبر.