كتب - هيثم الأشقر: أكدت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لـ "الدوحة للأفلام" أن هناك نية قوية أن ندخل على السنة القادمة في إنتاج أول فيلم روائي طويل، حيث تعمل المؤسسة جاهدة على ايجاد صناعة للسينما في قطر، فالمؤسسة وخلال 5 سنوات فقط استطاعت أن تقدم العديد من الأفلام المحلية، المتنوعة مابين روائي طويل، قصير، ووثائقي، موضحة أن المؤسسة بمفردها لن تستطيع العمل بدون تكاتف جميع المؤسسات الثقافية، وكذلك شركات الإنتاج الخاص. وأشارت الرميحي في حوار مع الراية إلى أن النسخة المقبلة من مهرجان أجيال السينمائي ستشهد بعض التغييرات، حيث تم زيادة عدد أيام المهرجان، بالإضافة لزيادة في عدد المسابقات الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة مضيفة أن الأفلام القطرية باتت تشارك بأهم المهرجانات العالمية مثل كليرمون وجيفوني كما أنه يتم حاليا بحث عرض الأفلام القطرية عبر البرامج التلفزيونية، كما أوضحت أن صندوق تمويل الفيلم القطري" مخصص تطوير المواهب الوطنية وندعم 13 فيلما طويلا وقصيرا، كما نتعاون مع 60 مخرجا محليا ونقدم ورشا تدريبية متخصصة، داعية شركات الإنتاج الخاصة ومختلف القطاعات الثقافية للمشاركة بصناعة السينما، كون صناعة السينما العالمية قائمة على الإنتاج المشترك. > مع اقتراب "أجيال السينمائي" ما الجديد الذي سيقدمه المهرجان هذا العام؟ - مهرجان "أجيال السينمائي" ومنذ انطلاقته كان الهدف والاستراتيجية منه واضحة، ألا وهو تشجيع صناع الأفلام القطريين، وتدريب وتطوير المواهب المحلية الوطنية، وتوفير مساحة تخوّلهم التعبير عن أنفسهم من خلال الثقافة والإبداع، ونحن نسير دائما على هذا الخطي، والجديد هذا العام أنه تم زيادة مدة المهرجان يوم واحد بناء على طلب الجمهور، ولجنة التحكيم، وتم زيادة عدد مسابقات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة إلى ثلاث مسابقات لكل منهما، وكذلك هناك زيادة في عدد الأفلام المشاركة في المهرجان، وسوف نعلن قريبا عن المحاور الرئيسية في المهرجان، مثل فيلم الافتتاح، والختام، وضيوف المهرجان، ولكن ما أستطيع قوله الآن هو أن المهرجان يشهد تطورا عاما بعد آخر. > مامصير الأفلام التي تشارك في المهرجان، ولماذا لا نشاهدها في دور العرض المحلية؟ - أغلب الأفلام القطرية التي تشارك في "اجيال السينمائي" قصيرة، وبالتالي لا تصلح لدور العرض السينمائي، ولكن تلك الأفلام بعد انتهاء المهرجان نشارك بها في العديد من المهرجانات الإقليمية والدولية، مثل مهرجان كليرمون فيران للافلام في فرنسا، والذي يعد من أهم مهرجانات الأفلام القصيرة على مستوى العالم، وكذلك أيضا كان السينمائي، وجيفوني، وسراييفو، ومن خلال تلك المهرجانات يستطيع المخرجين القطريين مقابلة اهم صناع السينما في العالم، والتعرف على أهم المستجدات التي طرأت على تلك الصناعة، ونحاول على قدر مانستطيع إيصال تلك الأفلام للجمهور خارج حدود الوطن العربي، لأنهم شغوفون بالتعرف على قصصنا من وجهة نظرنا. > وماذا عن عرض تلك الأفلام للجمهور المحلي؟ - بالطبع الجمهور المحلي هو الشريحة المستهدفة الأولى لمشاهدة تلك الأفلام، لذلك نطرح دائما المبادرات والفعاليات التي تمكننا من عرض أفلامنا على الجمهور في قطر، مثل "السينما بعيون قطرية" ، والتي نحتفي فيها بمرور خمس سنوات على تأسيس "الدوحة للأفلام" ، وإنتاج أول فيلم روائي طويل " عقارب الساعة"، وتم من خلالها أيضا تسليط الضوء على المواهب السينمائية التي برزت خلال الخمس سنوات الماضية في مجال صناعة الأفلام القصيرة في قطر، حتى يتسنى لنا جميعا التعرف على باكورة إنجازات رواد السينما في قطر، كذلك أيضا نبحث عن استراتيجيات متنوعة لعرض تلك الأفلام سواء من خلال برنامج تلفزيوني عن السينما، أو من خلال شركات أطلقناها مع نوفو سينما، وجلف سينما، فالمؤسسة هدفها الرئيسي هو العمل على نمو وتطوير هذه الصناعة ونشر ثقافة السينما بين أفراد المجتمع. > بعد 5 سنوات كيف ترين مستقبل السينما القطرية؟ - نرى المستقبل بالأفلام التي نعمل عليها حاليا، لقد بدأنا مؤخراً مرحلة جديدة في مسيرة السينما القطرية بالشراكة مع صانعي الأفلام القطريين، ولهذا أطلقنا "صندوق تمويل الفيلم القطري" المخصص لتوجيه وتدريب وتطوير المواهب المحلية الوطنية، ومن خلال هذا الصندوق، ندعم حالياً تسعة أفلام قصيرة وأربعة طويلة قيد التطوير، وسيدخل بعض منها مرحلة الإنتاج في هذا الشهر، كما أن هناك نية قوية أن ندخل على السنة القادمة في إنتاج أول فيلم روائي طويل، وما نعمل عليه الآن مع صانعي الأفلام القطريين هو الذي سيحدد اتجاه السينما القطرية، فالأفلام الموجودة ضمن "صندوق تمويل الفيلم القطري" متنوعة مابين أفلام الأنيمشن، والوثائقي، والروائي، فالمجال مفتوح أمام الجميع، ونحن فقط مهمتنا توفير الأدوات. > ماذا قدمت "الدوحة للأفلام" للسينما القطرية حتى الآن؟ - المؤسسة تعمل جاهدة على إيجاد صناعة للسينما في قطر، فنحن وخلال 5 سنوات فقط استطعنا أن نقدم العديد من الأفلام المحلية، المتنوعة مابين روائي طويل، قصير، ووثائقي، ونتعاون مع أكثر من 60 مخرجا محليا، بالإضافة لتقديم العديد من الورش التدريبية، وعلى الرغم من كل هذا لا زال المشوار طويلا، ويتطلب تكاتف جميع الجهات الثقافية، ودخول القطاع الخاص للإنتاج السينمائي. > هل هناك خطة لتشجيع شركات الإنتاج لدخول مجال صناعة السينما؟ - منذ انطلاق مؤسسة الدوحة للأفلام ظهرت معها العديد من شركات الإنتاج مثل شركة "اينوفيشن" ، ونحن يهمنا كثيرا أن تقتحم شركات الإنتاج المجال السينمائي، فصناعة السينما في العالم الآن أصبحت قائمة على الإنتاج المشترك، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية، ونتمى أن نعمل مع الجميع، ولست أقصد بكلامي شركات الإنتاج فقط، بل أيضا المؤسسات الثقافية، والحكومية من أجل بناء صناعة سينما حقيقية، لأن "مؤسسة الدوحة للأفلام" لن تستطيع بمفردها أن تصفق. > ما مدى قدرة المؤسسة على سد الفراغ الناتج عن عدم وجود معهد للسينما ؟ - لا أستطيع أن أقول أن "الدوحة للأفلام" تغني عن وجود معهد للسينما، ولكن أعداد المشاركين في البرامج، والمبادرات التي تقدمها المؤسسة يزداد يوما بعد يوم، ونحن الآن قادرون على أن نوفي باحتياجات الساحة، لكن في المستقبل ومع توسع صناعة السينما، ستكون هناك حاجة ماسة لوجود معهد للسينما، أما الآن فنحن نعمل وبكل جهد لتغطية هذا الغياب عن طريق البرامج، والورش، والتدريب العملي لصناع السينما الجدد. > كيف تصفين التغير الذي شهدته برامج "الدوحة للأفلام" في آخر ثلاث سنوات ؟ - سياسة المؤسسة ثابتة منذ إنشائها، وهي دعم وتمهيد الطريق للشباب المحلي من أجل إطلاق صناعة للسينما في قطر، بالطبع هناك بعض التغيرات التي طرأت على البرامج والمبادرات التي تقدمها المؤسسة، ولكن الهدف والاستراتيجية لم تتغير، ولكن الفرق أننا تعلمنا اشياء كثيرة من تجاربنا السابقة، وقمنا بتطوير أفكارنا، ودراسة احتياجات الساحة بناء على الخبرات التي اكتسبناها على مدى السنوات الماضية، ومن خلالها أطلقنا العديد من المبادرات مثل "قمرة" ، و "صندوق الفيلم القطري" .