قلل وزير البترول السعودي، علي النعيمي أول من أمس من المخاوف التي أثارها هبوط أسعار النفط مؤخرا دون مستوى 100 دولار للبرميل، مضيفاً أن هذه ليست أول مرة تتغير فيها الأسعار، فهي دائمة التغيير، واصفاً إياها بأنها "عملية ديناميكية، الوزير النعيمي رد مازحاً للصحفيين في حينها "هل أبدو قلقاً"، إلا أن هذا الانخفاض النسبي الموقت للأسعار ألقى بظلاله على ما يطرحه محللون، حيث يشير أحدهم إلى أن الغريب ليس في انخفاض النفط حاليا إنما بالأصل في ارتفاعه الفترة السابقة، وهو ما يأتي في سياق تكهنات بتأثيرات الأوضاع السياسة المحيطة في الوقت الراهن بالمنطقة الغنية بالخام الأسود في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي ذلك في وقت انخفض سعر النفط إلى أدنى مستوى له في 17 شهرا قريبا من 98 دولارا للبرميل، ووفقا لبيانات أوبك فإن إنتاج المملكة حاليا وصل إلى معدل نحو 9.6 ملايين برميل يومياَ. من جانبه، كشف نائب رئيس "أرامكو السعودية" السابق لشوؤن الحفر والتنقيب المهندس عثمان الخويطر في تصريحات لـ"الوطن" أن الغرابة ليست في نزول سعر برميل النفط إلى ما دون 100 دولار، بل الأغرب صعوده خلال الأيام القليلة الماضية إلى ما يقارب مئة وخمسة عشر دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن له ما يبرره. وأضاف لم يكن هناك مبرر لذلك الارتفاع الذي يراه بأنه رد فعل على ما حدث مؤخرًا في العراق، عندما استولت مجموعات معارضة على بعض المدن الرئيسية شمال بغداد. وقد أثارت تلك الحركة موجة من الخوف من أن تتقدم نحو مناطق النفط الجنوبية. وأوضح الخويطر بأنه يظهر أن بعض الدول المصدرة أرادت أن تكبح جماح الأسعار، التي وصلت على مدى وقت قصير إلى 115 دولارًا، فقررت رفع إنتاجها قليلاً. فلما زال الخوف من احتمال الاستيلاء على منابع نفط جنوب العراق وخفضت الدول المعنية إنتاجها لزوال المسبب، انخفضت الأسعار إلى ما دون ما كانت عليه قبل حدوث الأزمة المفتعَلة. وأكد "من الطبيعي أن لا تهتم دول الأوبك بهذا الانخفاض لأنها تعلم أنه موقت وستعود الأمور إلى ما كانت عليه، بين 100 إلى 110 دولارات للبرميل، موضحاً أن هناك توازنا نادر الحدوث، بين الإمدادات النفطية والطلب العالمي ولذلك، فلا نتوقع تغيرا كبيرا في مستوى الأسعار في الوقت الحاضر، ولكن وعلى الرغم من الكميات القليلة التي يضيفها النفط الصخري الأميركي والنفط الرملي الكندي، فإن هناك احتمالا واردا بأن تمارس السوق النفطية بداية نقص في الإمدادات ترفع السعر إلى مستويات جديدة.