اختتمت أمس على هامش فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته ال15، بمعهد الشارقة للتراث، ندوة الطاولة المستديرة التي قدم خلالها مجموعة من الباحثين والمختصين في التراث اللامادي شهاداتهم وتجاربهم. شارك في الندوة عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وخميس المويتي من سلطنة عمان، وعبدالعزيز الشحي من الإمارات، وبزة الباطني من الكويت، وطلال المروضي من الكويت، وأدارها الدكتور سعيد الحداد. وقال عبدالعزيز المسلم: العمل مع الرواة وجمع الحكاية الشعبية من كبار السن وفي مجال التراث الشفاهي عموماً، عمل له شؤونه وشجونه وخصوصيته. وأضاف أنه من خلال التجربة على مدار 20 عاماً، اكتشف أن التراث غير المادي لا يشجع أي مؤسسة ثقافية أوعلمية، وإنما تشجعه المهرجانات، وإذا أرادوا ان يتحدثوا عن التراث فإنهم يتحدثون عن التراث الاحتفالي، وهو مصيره الزوال، بينما التراث الذي يجب أن يدون ويدرس ويوثق، هو التراث الشفهي، والذي يستحق أن تفرد له الصفحات والدراسات والأبحاث والمراكز المتخصصة، لكن الفكر الذي يسود عندنا في العالم العربي بهذا الخصوص هو فكر النادي الرياضي الذي يحتاج إلى جمهور وبهرجة ونتائج فورية، بينما العمل في التراث يحتاج إلى صبر ومثابرة ونفس طويل. وأشار المسلم إلى أن الباحثين الجدد غالباً ما يميلون إلى الصورة وتوثيق اللحظة مع كبار السن، وليس الغوص في الأعماق والعمل الميداني المتواصل، فالعمل الميداني يحتاج الكثير من الجهد والوقت والنفس الطويل، ويحتاج إلى تراكم معلومات، وتكرار المشهد والموقف.