×
محافظة المدينة المنورة

اجواء ايمانية في رحاب مسجد قباء

صورة الخبر

فن المرأة هو مرآة حالها وبيئتها، وحينما تخط ريشتها الفنية تجد اللوحات تنبض بالحياة، كيف لا وهي ترسم واقعها وخيالها وحال العناصر والشخوص المحيطين بها، فتارة ترسم المرأة وتارة تذهب لنصفها الآخر. تشعر بها شريدة حيناً وواقعية حيناً آخر، تنبض بالأمل والألم، والسكينة والجنون. 3 فنانات حاولن أن يعبرن عن حال المرأة في المجتمع، وروحهن ممزوجة ببيئة الإمارات، فكان النتاج متجانساً سهلاً ممتنعاً، استطاعت كل منهن أن تحكي حالها وواقعها ومخيلتها لتصل إلى جمهور مجمع أبوظبي للفنون، الذي يحتفي بفنون المرأة خلال شهر الفنان المقيم شهر المرأة الفني. الاحتفاء بفنون المرأة ما هو إلا تعبير تقديري لفنها ولها، إلا أنها في مجمع أبوظبي للفنون ستعبر عن حالات أخرى غير الاحتفاء بها، فهي من خلال لوحاتها ترصد الحياة، والبيئة الإماراتية، وروح الفن المتطلع لثقافات العالم، فضلاً عن القيمة الفنية التي تقدمها الفنانات من خلال لوحاتهن وما تشكل من إضافة فنية ورمزية للظاهرة الفنية الثقافية في مجتمع الإمارات، وفق ما يقوله أحمد اليافعي، مدير مجمع أبوظبي للفنون. ويضيف اليافعي: شهر الفنان المقيم هو دائماً حالة فنية خاصة نقيمها كل شهر لنبرز فيها التناغم مع ثقافة الآخر من دون الذوبان فيها، وذلك من خلال استضافة مجموعة من الفنانين ذوي ثقافات وجنسيات مختلفة، تنعكس في لوحاتهم عناصر بيئة دولة الإمارات، لتشكل فناً متجانساً متمازجاً يقدم شكلاً جديداً للحالة الفنية في الدولة، لكننا اخترنا أن نضيف هذا الشهر ميزة أخرى للمعرض من خلال استضافة 3 فنانات كل منهن من 3 ثقافات مختلفة، ومدارس فنية متنوعة، يجتمعن على إبراز حضور المرأة في الفن، والبيئة المحلية. نظرة واحدة على المعرض تشعر الزائر بأن الفنان امرأة، فروح المرأة الفنانة يبدو جلياً من خلال نبض ريشتها، موضوعاتها، خطوطها، ألوانها، لكن ما يختلط على المشاهد هو ثقافة هذه المرأة، التي تجدها تارة غربية وأخرى شرقية وهي في الحقيقة بين بين، واستطاعت الفنانات الثلاث أن يجمعن أرواحهن وروح المكان والمخيلة فشكلن عجينة تختلط فيها النكهات وتفوح برائحة شهية، هذا هو فن المرأة. قدمت الفنانة الصربية آنا سفجيك لوحاتها بأنامل خالصة الأنوثة، ريشتها عبرت عن حالات عديدة للمرأة من خلال الوجوه، التي اعتمدت عليها لإبراز الأنوثة، والحب، والغضب، والجمال، وغير ذلك من حالات المرأة. تقول: وددت أن أقدم مزيجاً متناسقاً يبرز عناصر البيئة الإماراتية، وألواني الخاصة التي تعبر عن روحي، ألوان عديدة مفعمة بالحياة التي أحببت أن أبرز من خلالها روح المرأة، كما قدمت تنوعاً في أحجام اللوحات وبعضها يمكن أن يكون مكملاً للآخر. وقدمت سفجيك تنوعاً وتفرداً في لوحاتها، لكنها جميعاً اجتمعت على تجسيد الوجوه حصراً، 3 لوحات لوجوه النوق التي عبرت في لوحة لوجه ناقة متبرجة عنونتها الفائزة وكأنها ترصدها في مزاينة الإبل، وأخرى عنونتها الآنسة، وثالثة ترتدي تاجاً ذهبياً بعنوان الملكة غاغا ميزتها بألوان صارخة تعبر عن جمال المرأة ورونقها البهي. وفي 3 لوحات أخرى جسدت وجوه 3 نساء مشاعر مختلفة، فمنهن الشاردة الهاربة، وأخرى الحادة، وثالثتهن الجميلة، وغيرها من اللوحات التي تعبر كل منها عن حالة معينة، والتي عبّرت عنها من خلال قسمات وجوه نساء مفعمة بالمشاعر المختلفة. المرأة كانت عنصراً من عناصر إلهام الفنانة الإيطالية كريستل فندرام في لوحاتها، لكنها لم تكن العنصر الوحيد، فقد جعلتها تحضر في أحيان كثيرة كعنصر في المجتمع إلى جانب الرجل وعناصر الطبيعة الأخرى، بينما جسدت الرجل في لوحات عدة أخرى. فندرام اعتمدت على استلهام البيئة الصحراوية، ومنها الإماراتية، في لوحاتها العشر، ففي لوحتين منفصلتين صورت امرأة تدخن الأرجيلة ورجل يدخن الأرجيلة معتبرة إياهما حالات من ضمن المجتمع، بينما رصدت الصحراء في 3 لوحات أخرى، وفي كلها نجد للمرأة حضوراً طاغياً وكأنها ودت أن تقول لا لربط الصحراء بالرجل فقط، فهناك المرأة القوية والصامدة إلى جانبه، وقسوة الصحراء تحتم على المرأة والرجل التعاون لأجل تجاوز المصاعب، ويبدو ذلك جلياً في لوحتها الأولى لحظة في الصحراء، التي خطت فيها 4 نساء عاملات يحاولن تجاوز مصاعب الحياة، وأخرى فيها المرأة إلى جانب الرجل عنونتها حرب في الصحراء، وفي الماء في الصحراء وترمز فندرام لقسوة الحياة من خلال امرأة وابنتها يستخرجون الماء في الصحراء. كل ذلك لم يمنع فندرام أن تظهر جمال المرأة الصحراوية، في لوحة وجهية تبدو فيها عين كحيلة عنونتها عيون فتاة وترتدي فيها حلة حريرية وذهبية تبرز جمالها، وفي أخرى أظهرت جانباً لحالة امرأة تصب الشاي وإلى جانبها طفلها. أما الرجل فقد حضر متفرداً في لوحتي الجمل والرجل، والرجل والصقور. وتميزت لوحات فندرام بطبيعتها ودقة تجسيدها للصحراء بألوانها الحقيقية، مبتعدة بذلك عن التجريد مقتربة من الواقعية بأدق تفاصيلها، فكانت الأقرب لتجسيد بيئة الإمارات بروحها الفنية المتميزة. أما الفنانة الليتوانية هينريكا بارتكوت، فاكتفت بعرض لوحة جدارية ضخمة خطتها برمزية عالية وحرفية متقنة، رسمت بتقنية الألوان على الكنفاس، وقُسمت إلى 3 أجزاء متكاملة، عبرت فيها من خلال ألوان الصحراء وتدرجاتها، ورمزتها بزهرتين نديتين عن الصحراء والمرأة، الألم والأمل، مبرزة بألوانها السكينة الثوران، وعنونتها خذ الكثير من كل شيء.