يلتقي قادة فرنسا وروسيا وألمانيا وأوكرانيا اليوم فيباريس لدفع عملية السلام قدما في أوكرانيا، في ظل إلغاء محتمل للعقوبات المفروضة على روسيا نهاية السنة، في حين تتخوف كييف من استغلالموسكو للملف السوري كورقة ضغط. وتعقد هذه القمة المقررة منذ فترة طويلة على خلفية النزاع السوري الذي يهيمن على الأجندة الدبلوماسية هذا الأسبوع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي فرنسيقوله إن "الوقت بات ضاغطا، ويجب العمل على أعلى المستويات، وإيجاد مناخ، وبذل جهود جماعية لمحاولة رفع العقبات" التي تحول دون التطبيق الفعلي لاتفاقات مينسك للسلام قبل أواخر ديسمبر/كانون الأول. وهذه الاتفاقات الموقعة بين أطراف النزاع أنفسهم في 12 فبراير/شباط في عاصمة روسيا البيضاء تهدف إلى إنهاء نزاع بين المتمردين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني. وأضاف المصدر الفرنسي "حصلت أمور كثيرة منذ اتفاقات مينسك، وأهمها هو وقف إطلاق النار" المطبق عموما. في الأثناء أعرب مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن تفاؤلهم الحذر بشأن تحقيق التزام طويل المدى للهدنة في منطقة النزاع شرقي أوكرانيا. وكان ممثل المنظمة في مفاوضات السلام الخاصة بأوكرانيا -مارتن سايديك- قال الثلاثاء إن الحكومة والانفصاليين الموالين لروسيا اتفقوا على توسيع نطاق سحب الأسلحة في شرقي أوكرانيا ليشمل دبابات وأسلحة أصغر. واستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل لقاء ثنائي ثان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد يشمل مناقشة الملف السوري. عقوبات وأدى النزاع الأوكراني إلى عزلة روسيا المتهمة بإرسال جنود وعتاد لدعم متمردي منطقة دونباس، في حين تتعرض موسكو منذ ذلك الحين لعقوبات غربية قاسية. وتأمل موسكو في نهاية السنة بتخفيف العقوبات التي تؤثر كثيرا على اقتصادها، إذا طبقت اتفاقات السلام، فيما يقلق هذا الموضوع الأوكرانيين. وتتخوف كييف من أن تستخدم موسكو الأزمة السورية لإدارة الانتباه عن أوكرانيا، وتخفيف البلدان الغربية العقوبات عنها. وقال دبلوماسي فرنسي إن "موقف فرنسا هو رفع العقوبات إذا طبق اتفاق مينسك، وهو نفسه موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي". ونفى المتحدث ذاته وجود أي خلاف أوروبي في هذه النقطة وأي تصادم بين الملفين السوري والأوكراني.