أكدت الاستخبارات العسكرية الأمريكية أن القوات الجوية الروسية العاملة في سورية لم تقصف أي قوى معارضة تدعمها واشنطن بخلاف ما زعم البيت الأبيض، وذلك حسبما نقل موقع "روسيا اليوم". وقال نائب قائد أركان القوات الأميركية لشئون الاستخبارات الجنرال روبيرت أوتو للصحافيين أمس الخميس (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إن القوات الجوية الروسية لم تقصف مثل هذه المجموعات من المعارضة السورية. وأضاف أن السؤال عن شكل رد الفعل الأمريكي في حال حصول مثل هذه الحالة يحمل صفة افتراضية. تصريحات قائد أركان القوات الأمريكية لشؤون الاستخبارات تتناقض مع مزاعم المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست بأن روسيا تستهدف في سوريا قوى "المعارضة المعتدلة" وليس "داعش" فحسب. وقال إرنست أمس (الخميس) إن "روسيا ترتكب خطأ كبيرا، فهي تسيء التقدير" في سوريا حيث تشن الغارات "دون تمييز"، قائلا: "روسيا تريد مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد وتعتبر جميع القوى التي تواجهه من تنظيم "الدولة الإسلامية" والمعارضة المعتدلة "تشكيلا موحدا". ورأى إرنست أن "هذا غير بناء"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تريد ألا تستهدف المعارضة المعتدلة بغارات، ومن الضروري تمييز الأهداف فهكذا بالذات يتصرف التحالف"، لافتا إلى أنه لم يتم إدخال أي تغييرات جدية في تكتيكات عملياته في سوريا والعراق بعد بدء العملية الروسية في سوريا. وتأتي تصريحات إرنست في سياق حملة إعلامية مضادة، يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها بدأت حتى قبل أن تبدأ المقاتلات الروسية طلعاتها في أجواء سوريا. وتسوق تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية معلومات حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب الضربات الروسية. وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو مستعدة للحرب الإعلامية بشأن عمليتها في سوريا، قائلا: "المعلومات الأولى عن سقوط ضحايا مدنيين صدرت حتى قبل إقلاع طائراتنا"، لكن بوتين استدرك بالقول إن ذلك "لا يعني أن علينا تجاهل معلومات من هذا النوع". وقال بوتين إن الاستخبارات ووزارتي دفاع روسيا والولايات المتحدة تقوم بتطوير تبادل المعلومات بشأن الوضع في سوريا، معربا عن أمله في إنشاء آلية دائمة معنية بذلك، وذكر أن دولا من الشرق الأوسط تشارك في تبادل المعلومات. بالمقابل تتماشى تصريحات قائد أركان القوات الأمريكية لشؤون الاستخبارات مع ما فتئت موسكو تكرره منذ بدء طلعات مقاتلاتها في أجواء سوريا. إذ جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس التأكيد على أن روسيا تستهدف في سوريا "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بالقول: " صرحنا دائما بأننا سنحارب "الدولة الإسلامية" وغيرها من المنظمات الإرهابية، وتتخذ الولايات المتحدة نفس الموقف، حيث أعلنت قيادة التحالف أن أهدافها هي "جبهة النصرة" وداعش، ونحن نتفق مع هذا الموقف". وأكد لافروف أن الجيش الحر، الذي تدعي واشنطن أنها تدعمه "ليس تنظيما إرهابيا، بل نعتبر أنه يجب أن يكون جزءا من العملية السياسية، وهذا ضروري لتأمين مفاوضات ثابتة للتسوية السياسية".