أكد محلل نفطي كويتي تحسن أوضاع السوق الآسيوية، موضحاً أن الطلب الآسيوي على النفط بلغ 31 مليون برميل يومياً خلال 2015، بنسبة 33 % من الطلب العالمي وأنه مستمر في الزيادة، ما يؤكد أهمية هذه السوق واستمرار تعافيها. أوضح المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن للسوق الآسيوية أهمية لدى الكويت، كونها مستورداً رئيسياً للنفط، والذي يمثل أغلب إيرادات الكويت المحققة، وتتأثر موازنتها بتقلبات أسعار النفط، مشدداً على أهمية السوق الآسيوية وضرورة متابعة مستجداتها ووضعها في أعلى سلم الأولويات بالنسبة إلى الدول النفطية التي لها مصالح في آسيا. وأشار إلى أن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها منتجو النفط ومنهم الكويت، والتي من أهمها انحسار زيادة الطلب على النفط في الأسواق الآسيوية والنامية، وتباطؤ معدلاته في هذه الأسواق والتوسع في استخدامات أنواع الطاقة الأخرى على حساب النفط. الطلب العالمي 94 مليون برميل ولفت إلى أن إجمالي الطلب العالمي على النفط يبلغ حالياً 94 مليون برميل يومياً، يمثل الطلب الآسيوي منها نسبة 33 % نحو 31 مليون برميل يومياً خلال عام 2015. وأفاد بأن الطلب في الصين ارتفع من 10.4 مليون برميل يومياً في عام 2013 إلى 10.7 مليون برميل يومياً في عام 2014، ثم إلى 11.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 أي زيادة كبيرة مقدارها 600 ألف برميل يومياً، موضحاً أنه في عام 2016 ستتباطأ الزيادة ليصل إجمالي الطلب إلى 11.55 مليون برميل يومياً، بزيادة فقط 250 ألف برميل يومياً. وذكر الشطي أن أسعار نفط خام الإشارة دبي ما زالت في الكونتانغو (مستوى الأسعار الحالية الفورية يكون أقل من الأسعار الآجلة المباع بها النفط في المستقبل) مؤكداً أن أسعار دبي في شهر سبتمبر/أيلول ما زالت أقل منها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني ب2.75 دولار للبرميل. وأفاد بأن هذه الحالة، مؤشر يساعد على تخزين النفط الخام خصوصاً للبلدان التي تسعى إلى بناء المخزون الاستراتيجي، وهو يدعم الطلب على النفط كذلك ارتفاع مستوى الأسعار في المستقبل ليصل قريباً من 46 دولاراً للبرميل وهو مؤشر إيجابي إذا ما تم اعتباره على أساس توازن في أساسيات السوق في المستقبل. وبين حدوث اتساع في الفروق ما بين نفط خام الإشارة برنت ونفط خام الإشارة دبي من 1.15 دولار للبرميل خلال شهر أغسطس/آب 2015، حيث بلغ سعر برنت 46.72 دولار للبرميل، بينما بلغ سعر نفط خام دبي 47.87 دولار للبرميل بمعنى أسعار دبي كانت أعلى من أسعار برنت، وهو عامل لا يصب في صالح المحافظة على أسواق النفوط الخليجية في آسيا وهو ما يبرر خفضاً في تسعيرة النفوط الخليجية بقصد تحفيز الطلب على نفوط الخليج العربي. وأوضح أن الوضع تغير ليكون طبيعياً أكثر في شهر سبتمبر/أيلول، حيث انخفض متوسط سعر نفط دبي إلى 45.57 دولار للبرميل، بينما ارتفع نفط خام برنت ليصل إلى 47.63 دولار واتسعت الفروق ما بينها لتصل إلى 2.06 دولار للبرميل. النفوط الخليجيةجدوى اقتصادية للمصافي الآسيوية بين المحلل النفطي محمد الشطي أن النفوط الخليجية أصبحت أكثر جدوى اقتصادية للمصافي الآسيوية ما يساعد في المحافظة على أسواقنا في آسيا ويشير إلى مهمة ربما تكون يسيرة بالنسبة لتسعيرة النفط الخليجية والتي سيتم الإعلان عنها في بداية شهر أكتوبر 2015. وحول إعلان إيران تأجيل المؤتمر الدولي المقرر في إطار تسويق الفرص الاستثمارية في إيران للشركات النفطية لفت الشطي إلى أن ذلك يؤكد ما ذهب إليه وتوقعه كثيرون سابقاً عن تأخر عودة النفط الإيراني للسوق وهو يساهم في استقرار ودعم الأسعار من جهة توافقه مع ارتفاع الطلب على نفط الأوبك وانخفاض الزيادة من خارج الأوبك وهو أمر إيجابي لصالح تواجدنا في أسواقنا الآسيوية. وأوضح الشطي أن معدل الزيادة في الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر من يناير وحتى يوليو 2015 كانت بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2014 وذلك وفق دراسة موثوق بها، مشيراً إلى أن ثلاث دول رئيسية أسهمت في هذه الزيادة هي الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند حيث أسهم في تحفيز الطلب ضعف أسعار النفط الخام. وأشار إلى أن الطلب العالمي على النفط سيستمر في الزيادة بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2016 بالرغم من الشكوك التي تلف أداء الاقتصاد الصيني حيث إن الطلب الصيني على النفط لن يتأثر كثيراً كما ان معدل طاقة التكرير الجديدة المضافة سيكون أقل من المطلوب، وبالتالي يدعم تنامي الطلب وتوازن السوق.