ورحل المواطن الصالح والوزير الموفق والكاتب والأديب وصاحب الرؤى والبصيرة... د. محمد الأحمد الرشيد إلى الدار الآخرة، بعد أن قدم لوطنه ما وسعته قدرته من عطاء وخدمات كثيرة... ولعل ما صار من تتابع رثائه عبر الصحف لخير دليل على مدى فقده وبما كان له من قدر وقدره... فقد كان بالإضافة إلى دوره كشخصية عامة، شاء الله لها أن تتبوأ مثل ذلك المقام الهام والجدير بأمثاله حين صار وزيرا للتربية والتعليم، الذي أبلى فيه البلاء الحسن وأعطاه جل جهده ووقته وإخلاصه وصدقه... مما ليس بالمستغرب من رجل له مثل ذلك الموروث، فهو من أسرة كريمة تتميز بأفضل الخصال وأوفاها... أما القول عنه فيطول تبعا لطول وتعدد مآثره... ويكفيه ثناء ما قدمه لوطنه ومن حسن الذكر وسيرورة الأخبار مما له من رائع الأثر، لاسيما في مجال من أهم المجالات ألا وهو التعليم حين أنيطت به مهام ريادته... وكم كنت أتمنى لو كنت القريب منه لأروي ما له من مواقف وما له من مميزات مما تجشم فيها المشقة مما صار لغيري ذكره والتذكير به والإشادة به... وكفى أن يكون ذلك الرجل وطنيا بامتياز أبلى البلاء الحسن في خدمة وطنه ومواطنيه... رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ولأسرته وذويه وذوي مودته أحسن العزاء و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.