×
محافظة جازان

مدني جازان ينفي تأجيل الدراسة بصامطة

صورة الخبر

أي مصير هذا الذي بات اللبنانيون - ليس جميعهم طبعاً - يربطونه بـ «توقعات» ليلى عبداللطيف منتظرين إطلالتها شهراً تلو شهر على شاشة «إل بي سي»؟ جمهور «نجمة» التنجيم هذه ليس قليلاً بتاتاً. لبنانيون ينتظرون الغيب بعدما أعياهم الواقع، ليعلموا ما سيجلب المستقبل القريب لهم ولبلادهم الغارقة في مآسيها. يهمّ هؤلاء اللبنانيين كثيراً استباق ما سيحصل، فهم ما عادوا قادرين على الانتظار. يريدون أن يعلموا للفور ماذا ينتظرهم وكلهم ثقة بها ولو... . يريدون أن يعلموا هل يُنتخب رئيس لبلادهم؟ هل يُنتخب مجلس نيابي جديد؟ هل تُحلّ مشكلة النفايات؟ هل يتّفق المتحاورون في جلساتهم وراء الأسلاك وجدران الحديد؟ هل يتصالح فلان مع علان وعلان مع «علتان»؟... إلا أن ليلى لم تحصر توقعاتها في هموم السياسة فالنجوم توحي لها أيضاً بقضايا أخرى أشد إثارة مثل الاقتصاد والمال والتجارة وسلّم الأسعار العقارية والأثاث المنزلي وتكاليف دفن الموتى والأعراس. ويبدو أن النجوم وسّعت دائرة توقعاتهــا وأضحــــت معنيّة بحياة الناس في شتّى جوانبها... ويبدو أن ثقتهـــا بـ «النجمة» الأرضية ليلى تضاعفت فــراحت تمطر عليها التوقّعات لتمطرها بدورها على جمهورها. وقـد تخطّت ليلى سائر العرّافين، الدائمين والموسميّين مثل ميشال «المبصر» وماغي «الفلكية» بالعين المجردة وسواهما. أما الطريف والأطرف فهو أن الثنائي المرح، الإعلاميين رجا ورودولف، يستهلان لقاءهما ليلى على الشاشة بجردة رهيبة عن توقعاتها التي تحقّقت الشهر الفائت، (توقّعات ليلى تتحقق دوماً مهما كانت هشة)، خالقين حالاً من التشويق غير البوليسي طبعاً، ليستجوبا من ثم ضيفتهما التي كانت قضت شهراً تستجوب النجوم وعالم الغيب ليلاً ونهاراً. ليلى توقّعتِ أن المطار سيشهد حركة وإذا الأمن العام يقبض على الأسير متنكّراً في المطار... لقد توقعتِ أن نائباً سيصاب بعسر هضم وإذا نواب متقدمون في العمر يصابون بهذا العسر. وتوقعت ان سياسياً شاباً سيرث عمه فإذا جبران يرث الجنرال قبل شهر من الانتخاب ... لقد توقعت ليلى وتوقعت وتحقّق ما توقّعت كما يؤكّد الثنائي... ومن شدة محبتها للوزيرالسابق جان عبيد أقنعته أن كرسيّ الرئاسة سيكون له فراح ينتظر وينتظر حتى كاد يملّ الانتظار. غريب أمر ليلى عبد اللطيف. في أحيان يخيّل إلى المشاهد أن ما تتوقّعه هو تقريرٌ كُتبَ لها بالسر لتسمّعه أمام الجمهور. ويخيّل أيضاً للمشاهد أنها تبغي في أحيان أخرى تمرير أمور وخدمات «إنسانيّة» بوضوح تام. لكنها تعجز في بعض التوقعات عن أن تخفي غاياتها فتفضح نفسها علناً وكأنها تؤدّي دوراً يدل على مرجعيته والنيّات الكامنة خلفه. لكنّ ليلى إنسانة متديّنة ومستقيمة الرأي ولا يمكن الشك في مسلكها الأخلاقي والإنساني ووجهها ينمّ عن طيبة وإلفة... إنها تحــبّ جميـــع السياسيين، حتـــى الفاسدينَ منهم، ولا تريد لهم ســوى الخير. وهـــي لم تتمالك في الحلقة الأخـــيرة عن ذرف دموعها والبكاء على لبنان والشعب اللبناني وقد أبكت الكثيرين والكثيرات لا سيما العجائز. بكت ليلى لكنّ الثنائيّ المرح، رجا ورودولــف لم يبكيا وكان يجب عليهما أن يسايراها، من باب التهذيب على الأقل. كم مبكٍ ومضحك هو مشهد ليلى عبد اللطيف تتوقّع وتتنبّأ، وكم هو مؤلمٌ مشهد ذاك الجمهور اللبناني الذي ينتظرها رابطاً مصيره ومصير البلاد بما تخترع من توقّعات وتنبؤات.