في الوقت الذي شارف فيه الربع الثالث من العام على طي صفحته، فقد شهدت أسعار السلع الأساسية العالمية العام الجاري العديد من التقلبات التي اتجهت أغلبها نحو الانخفاض بنسب سنوية متفاوتة. إلا أن هنالك 3 سلع سلكت الاتجاه الصعودي متفادية تهاوي غالبيتها، وهي الأرز الخام والكاكاو والقطن. شهدت أسعار الألمنيوم أكبر انخفاض سنوي في القائمة علاوة على الخشب والقهوة، حيث حلا في صدارة أكثر السلع التي تكبدت خسائر في قيمتها السنوية منذ بداية العام الجاري. وأشارت البيانات الواردة إلى أن أسعار السلع تشهد كل يوم المزيد من الانخفاض إلى أن وصلت إلى مستويات تعتبر الأسوأ لها منذ عقود، إضافة إلى أن الاستثمار في السلع الهابطة أضحى اليوم مخاطرة كبيرة ومن أكثر القطاعات الاستثمارية التي تكبدت خسائر. توقع آدم كوس رئيس مؤسسة ليبرتاس لإدارة الثروات ألا تشهد أسعار السلع استقراراً ملحوظاً أو ارتفاعاً في حال استمرار العوامل التي أدت إلى تكبدها هذه الخسائر. إلا أنه أشار إلى ارتباط بعض السلع بالدولار الأمريكي، وهو ما يمكن أن ينتشلها من أزمتها إذا ما تم تداولها بشكل أكبر وازدياد حجم الطلب عليها. كما سجل الخشب أكبر معدلات انخفاض سنوية هذا العام بنسبة بلغت نحو 35% عند نهاية تداولات هذا الاسبوع. ورجحت تقارير أن يكون تراجع العملة الصينية مقابل سلة العملات الرئيسية الأخرى وضعف طلبها على الخشب من أهم الأسباب التي أدت بهذه السلعة المهمة إلى التهاوي بهذا المعدل المريع. وفي هذا الصدد قال كوس إن التعرفة الجمركية على صادرات الخشب الكندية ستنتهي في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم، وهو ما سيؤدي إلى إشعال فتيل المنافسة وعرض السلعة بأسعار أقل وأرباح أكثر من نظيرتها الأمريكية. وتكبدت القهوة ثانية أكبر الخسائر في السلع، حيث شهدت أسعارها انخفاضا بنسبة 28.8 %، حيث تركزت صادرات كل من البرازيل وكولومبيا من القهوة إلى العملاء الذين يشترون بالدولار الأمريكي، وذلك بهدف تقليص الركود الكبير الذي ضرب السلعة مؤخراً. أما السلع الناجية من موجة الهبوط الدامية التي اجتاحتها فتمثلت في الأرز الذي حقق ارتفاعا بنسبة 13.6% على أساس سنوي، وذلك بفضل انخفاض إنتاج المناطق الرئيسية وارتفاع الطلب عليها. وخفضت وزارة الزراعة الأمريكية في تقريرها الشهري تقديرات الإنتاجية الخاصة بالأرز لمحصول هذا العام، وذلك نسبة إلى أن ولايات الساحل الغربي الأمريكي المنتجة للسلعة عانت من الجفاف هذا العام. وعلى الرغم من الجفاف الذي ضرب أرجاء أكبر مناطق الإنتاج العالمية للكاكاو وهي منطقة غرب إفريقيا لاسيما ساحل العاج وغانا، فقد حققت السلعة نسبة ارتفاع سنوية بلغت 11%. وسجل القطن أيضا نسبة ارتفاع طفيفة بلغت 0.7 % على أساس سنوي متفادية موجة الهبوط الجماعية للسلع. وأشارت العديد من التقارير والتحليلات الاقتصادية إلى أن أسعار السلع التي طغى عليها الهبوط ربما تشهد المزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة إذا ما استمرت حالة تباطؤ النمو الصيني. علاوة على أنه ليست هنالك أي إشارات إلى انتعاشها بسبب التقلبات التي تضرب الأسواق المالية العالمية نتيجة لتأجيل إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة.