كان الشاب الفلسطيني فادي حمد (31 عاما) من بلدة بيرزيت شمال رام الله يتهيأ لزفافه الجمعة المقبل بعد أن جهز البيت وحفلة العرس وفرقة الإنشاد، ووزع بطاقات الدعوة على عجل، لكن اعتقاله فجر الأربعاء أحبط زفافه المنتظر منذ ثلاثة أعوام. ففي الساعة الثانية والنصف فجرا اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزله وقامت باعتقاله فورا، بعد أن سمحت له بالاتصال مع عروسه لدقيقة واحدة، ثم نقلته إلى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس المحتلة. وقالت العروس سيما متولي للجزيرة نت "تلقيت اتصالا مفاجئا من خطيبي في الثالثة فجرا، أخبرني فيه أن لديه دقيقة واحدة وأن جيش الاحتلال في المنزل ولديهم أمر باعتقاله فورا، قائلا لي: سامحيني وادعي لي، أجرنا عند رب العالمين". وأضافت "اعتقدت في البداية أنه يمازحني، خاصة بعد تكرار تأجيل عرسنا بسبب الاعتقالات، ثم أدركت من لهجته أن حديثه كان جديا". ومنذ الصباح تجلس العروس في انتظار مكالمة من المحامي كي يخبرها عن إمكانية نجاح الصفقة التي ينتظر أن يطرحها على مخابرات الاحتلال لدى تقديمه للمحاكمة غدا، ويعرض بموجبها الإفراج عنه لإتمام زفافه على أن يسلم نفسه بعد ذلك مباشرة. وأتم العروسان فادي وسيما استعدادهما للعرس، بشراء فستان العروس وبدلة العريس، والانتهاء من تجهيزات العرس كاملة، وعلى رأسها مكان الحفل والحناء ووليمة العرس وحجز القاعة وفرقة الإنشاد والدبكة، وهي الآن قيد الإلغاء بعد اعتقاله للمرة السادسة في سجون الاحتلال، ومرات لا تتذكر عددها العائلة في سجون السلطة الفلسطينية. متضامنة تدعو للإفراج عن فادي حمد من أجل إتمام زفافه (الجزيرة نت) صدمة وألم سيما التي تتحدث للجزيرة نت من منزلها الذي استعدت كي تدخله عروسا الجمعة، قالت "لا كلام يقال يمكن أن يصف مشاعري أو صدمة العائلة، فمنذ إعلان الخطوبة في فبراير/شباط 2013، نحاول تحديد موعد للعرس، لكننا لم ننجح في ذلك بسبب اعتقال خطيبي المتكرر في سجون السلطة الفلسطينية". ولجأت العائلة إلى إقامة عرس رمزي له الشهر الماضيأثناء اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية حضره المئات من نشطاء وقيادات حركة حماس، من أجل تسليط الضوء على معاناته وعرقلة زواجه. واعتقل فادي حمد من جهاز المخابرات الفلسطينية في أغسطس/آب الماضي بعد شهر فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث قضى 26 شهرا في الاعتقال الإداري بدون تهمة، شارك فيها مع عشرات الأسرى الفلسطينيين في الإضراب عن الطعام لأكثر من شهرين العام الماضي. واعتقل حمد قبل ذلكخمس مرات في السجون الإسرائيلية، مرتين منها وفق قانون الاعتقال الإداري، حيث قضى ست سنوات، كما وجهت له السلطة الفلسطينية تهمة حيازة حقيبة متفجرات في منزله. ويحمل العريس شهادة البكالوريوس في إدارة أعمال كما يدرس الماجستير بجامعة بيرزيت، وسبق أن انتخب رئيسا لمجلس طلبتها قبل عدة أعوام. والدة المعتقل الفلسطيني فادي حمد تحمل صورته في اعتصام للمطالبة بالإفراج عنه(الجزيرة نت) اتهام للسلطة وبعد اعتقاله من قوات الاحتلال فجر اليوم، حملت عائلة حمد السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن اعتقال نجلها الذي حرمه من إقامة عرسه المؤجل منذ ثلاثة أعوام. وقالت العائلة في بيان صحفي "إنه تعرض لظلم كبير عبر توجيه تهم باطلة لهأثناء اعتقاله الأخير لدى جهاز المخابرات في قضية مفبركة لا أساس لها من الصحة". وأشارت العائلة إلى تعرضه لتعذيب شديدأثناء اعتقاله في سجون السلطة الشهرين الأخيرين، مشددة على أن السلطة تتحمل المسؤولية عن إعادة اعتقاله عن طريق التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي.