جدة- الشرق عبّر الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي رئيس لجنة الإغاثة العامة في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إحسان بن صالح طيب، عن اعتزازه بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. وقال في كلمة له بهذه المناسبة: «لم يعد اليوم الوطني للمملكة في فكر الشعب السعودي عبارة عن مجرّد ذكريات تحفل بعديد من البطولات والانتصارات التي سطرها التاريخ بأحرف من نور، بل ينابيع عذبة تروي مساحات شاسعة من حقول التنمية في مختلف الأصعدة والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية، لاسيما أن الملك عبدالعزيز رحمه الله رسم خيوطاً من الإبداع بنظرته الثاقبة وحنكته السياسية بعد أن وحّد أرجاء هذه البلاد في كيان شامخ تحت راية التوحيد. وأضاف أن أبناء الملك عبدالعزيز البررة ساروا في نفس هذا الدرب من أجل صناعة مزيد من الانتصارات، فمنذ ذلك اليوم الأغر من عام 1351هـ انتقلت هذه البلاد الطيبة إلى ميادين فسيحة تتوشح بنور الأمل والأمان، فزال عنها الضعف والخوف وجاء مكانهما الأمن والقوة فتحوّلت من الركود إلى النشاط، وانطلقت بدوافعها النبيلة للقضاء على الجهل والجوع والمرض والاهتمام بكل قضايا الشعوب الفقيرة، فوضعت خططاً وبرامج تمكنها من القيام بهذا الدور الإنساني في مختلف الاتجاهات، فانهمرت مساعداتها وروت أراضيَ وسهولاً كانت تعاني كثيراً من القحط والجدب، وأسهمت من خلال كثير من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية في توفير المساعدات المالية الميسرة والمنح غير المستردة لعديد من الدول الفقيرة». وقال: إن المملكة تخصص 7% من قيمة اقتصادها لصناديق المساعدات الإنسانية، مما يعني أن المملكة في مجال المساعدات الإنسانية لم تتقدم على الولايات المتحدة وحسب بكونها المتبرع الأكبر فيما يتعلق بنسبة الناتج المحلي بل أيضاً تقدمت على الدول الأوروبية». وبيّن أن مساعدات المملكة المتعددة والمتنوعة، تصدرت كل الدول المانحة فأحرزت المرتبة الأولى عالمياً في دعم قضايا الشعوب الإنسانية فاستحقت بجدارة أن تنال لقب «مملكة الإنسانية»؛ حيث اتسعت دائرة هذه المساعدات لتشمل الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي، لاسيما أنها قدّمت لبرنامج الغذاء العالمي 1.541.500.000 ريال، ولمنظمات الأمم المتحدة 787 مليون ريال، ولوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين 4.500.000 ريال سنوياً ولبرنامج الأغذية العالمي 500 مليون دولار فبلغت تكاليف مساعداتها أكثر من 100 مليار دولار استفادت منها 87 دولة. وأفاد أن حملات الإغاثة السعودية لم تكن وليدة الأمس أو اليوم لمؤازرة الشعوب التي أصابتها المحن والشدائد والملمات، بل بدأت انطلاقتها المباركة منذ عام 1370هـ حينما قدّم الملك المؤسس -رحمه الله- مساعدات المملكة للبنجاب في باكستان أثناء تعرضها لفيضانات مدمرة ومساعدات أخرى آنذاك للاجئين الفلسطينيين في القطاع والضفة بعد النكبة. وأشار طيب إلى أن المملكة أسهمت بمبلغ مليار دولار لصندوق مكافحة الفقر في العالم، وكذلك لرؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية، وتجاوز ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الماضية 100 مليار دولار استفادت منها 95 دولة نامية، وتنازلت عن 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة على الدول الفقيرة، وأسهمت بكل حصتها في صندوق مبادرة تخفيف الديون لدى صندوق النقد الدولي، إضافة إلى تقديمها من خلال الصندوق السعودي للتنمية 465 قرضاً بقيمة 30.862 مليون دولار لتمويل451 مشروعاً إغاثياً وبرنامجاً اقتصادياً، استفادت منها 75 دولة نامية.