الدمام الشرق ألقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدث الرئيس عن حجم الدمار والخراب الذي سببته عصابات الحوثيين الإجرامية في مدينة عدن وأهلها، وقال «هو ذات المشهد والمأساة التي تحدث الآن في مدينة تعز ومأرب.. وأضاف أن عدد الشهداء في مدينة عدن وحدها وصل إلى 1350 شهيدا وأكثر من 11 ألف جريح، فما بالكم بعددهم في تعز ومأرب والبيضاء ولحج والضالع وغيرها من المدن». وتابع هادي «قبل ثلاثة أعوام وقفت أمامكم على هذا المنبر الموقر متحدثاً عن الخطوات الحثيثة التي قمنا بها في بلادنا على طريق الانتقال السياسي للسلطة في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة، وقلت لكم حينها إن إيران تعرقل كل الإجراءات التي نقوم بها من خلال كثير من الأعمال، التي منها القبض على عناصرها وهي تدرب ميليشيات الحوثي والقبض على السفن المحملة بالسلاح المرسلة من قبلهم لتلك الميليشيات في جهد دؤوب لفرض التجربة الإيرانية في اليمن». وأشار إلى انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح واحتلال العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وقتل الأبرياء وتهجير الأسر ونهب المعسكرات والمؤسسات وقصف المستشفيات والمساجد ودور تحفيظ القرآن، وانتشرت تلك الميليشيات المدججة بكل الأسلحة التي تم نهبها والاستيلاء عليها من معسكرات الدولة في معظم المحافظات، بل والمشهد المروع الذي يمكن وصفه بالإبادة الجماعية التي تعرضت لها عدن وتعز والضالع في محاولة يائسة لفرض التجربة الإيرانية العقيمة، وكذلك عملية الاعتقال والإخفاء القسري للقيادات السياسية ورجالات الدولة وآلاف المواطنين، ومصادرة الحريات الإعلامية والدينية وإغلاق وسائل الإعلام واعتقال الصحفيين ووضعهم كرهائن في المواقع العسكرية، وتجنيد آلاف الأطفال وتوزيعهم على كافة الجبهات وزراعة الألغام واستهداف السفارات والدبلوماسيين وتحويل المناطق السكنية والمباني العامة إلى مناطق لتخزين السلاح وتحويلها إلى مناطق عسكرية، بل أن تصريحات قادة تلك الميليشيات بدأت بالحديث عن مشاريع توسعية في الدول المجاورة وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. وقال إن أبناء محافظة صعدة كانوا يعانون من التهجير بسبب اقتطاع هذه الحركة المسلحة للمحافظة بقوة السلاح من تحت يد الدولة، وحتى قيامهم بتهجير الأقليات بصورة عنصرية، وغير ذلك كثير من التعامل الإيجابي الذي تبنيناه تجاه هذه الجماعة المسلحة والاتفاقات المختلفة التي وقعت معها إلا أنها في كل مرة تنكث بالتزامها، بل واستغلت كل ذلك للانقلاب على النظام والتنكيل بالمدن وأهلها. ودعا هادي ميليشيات الحوثي وصالح لإنهاء كافة مظاهر الانقلاب وإلقاء وتسليم السلاح والعودة إلى تحكيم العقل والجلوس إلى طاولة الحوار لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بنية صادقة ومخلصة، وقال: «جئت من بلدي أنشد السلام والوئام ولكنه ليس السلام الذي يحمل في طياته بذور تلغيم المستقبل، بل هو السلام الدائم الذي يؤسس للعدالة والنظام والقانون، وكذلك أدعو المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي أعطى صدقية لمجلس الأمن الدولي وسيعززها بالإصرار على التنفيذ الحرفي له باعتباره سيد قراره ويحترم قرارته. وإنني على أمل كبير أن تكلل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة بالنجاح حتى نتمكن من تحقيق ما يصبو إليه شعبنا الوفي والصابر».