ذكر فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني أن أزمة تلاعب شركة فولكسفاجن الألمانية للسيارات في قيم انبعاثات عوادم ملايين من سياراتها على مستوى العالم كانت نتاج جشع متزايد في السوق العالمي. وقال شويبله في تصريحات لـ"شبكة صحافة ألمانيا" أمس، في برلين: "يتضح مثلما حدث في أزمة السوق المالية أن المنافسة العالمية شرسة للغاية عند الرغبة في النجاح في السوق الدولية". وأضاف: "الأمر يتعلق أيضا بالطمع في المجد والتقدير. نقف أمام ذلك بذهول ونرى مجددا إلام ينتهي". وأوضح وفقا لما أوردته "الألمانية" أنه ينتظر تغييرات كبيرة في هيكل فولكسفاجن، أكبر شركة سيارات في أوروبا، كعواقب لفضيحة التلاعب بقيم عوادم سياراتها، وقال: "فولكسفاجن لن تعود في النهاية إلى ما كانت عليه"، موضحا في الوقت نفسه أنه لا ينبغي للدولة أن تعتقد أنها يمكنها القيام بكافة الأمور بصورة أفضل من الاقتصاد. وفي المقابل، لا يرى شويبله مخاطر على مكانة ألمانيا المالية والاقتصادية من فضحية التلاعب لفولكس فاجن، وقال: "سنخرج أيضا من هذه الأزمة أقوى من ذي قبل. نحن نتعلم من الأزمات". وأعلنت شركة فولكسفاجن للسيارات أمس، أن عدد السيارات المرتبطة بفضيحة التلاعب في قيم العوادم في بريطانيا بلغ نحو 2.1 مليون سيارة. وأوضحت الشركة في مدينة ميلتن كينز البريطانية أن أكثر من 508 آلاف و276 سيارة من هذه السيارات هي من سيارات الركاب التي تحمل العلامة المركزية فولكس فاجن، و393 ألفا و450 سيارة طراز أودي ونحو 76 ألفا و773 سيارة طراز سيات ونحو 131 ألفا و569 طراز سكودا إضافة إلى نحو 79 ألفا و838 شاحنة تجارية تحمل علامة فولكس فاجن. وأضافت الشركة أنه من المنتظر إخطار الموزعين بالأرقام المسلسلة لهذه السيارات خلال الأيام المقبلة، كما ستوفر الشركة للعملاء خدمة يمكنهم من خلالها اختبار ما إذا كانت سياراتهم مرتبطة بهذه الواقعة. وكانت فولكسفاجن قد اعترفت بأن ما يصل إلى 11 مليون سيارة على مستوى العالم يمكن أن تكون مرتبطة بفضيحة التلاعب في قيم العوادم، حيث إن المحركات طراز إي أيه 189 مزودة ببرمجيات تلاعبت بقيم الانبعاثات السامة. في السياق ذاته، أظهرت دراسة لمعهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي الألمانية شملت 1001 ألماني خلال يومي 24 و 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، أن 50 في المائة من الألمان حاليا يرون سمعة الصناعة الألمانية الآن مهددة بالانهيار. وفي المقابل، أعرب 45 في المائة من الألمان أن تلك الفضيحة لن تضر سوى بسمعة فولكس فاجن وحدها. وتبين من خلال الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس "الألمانية"، أن 58 في المائة من الألمان الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما و52 في المائة من الذين تراوح أعمارهم بين 45 و 59 عاما و57 في المائة من الذين أتموا تعليمهم الأساسي و52 في المائة من سكان الولايات الشرقية يرون أن هذه الفضيحة تضر بسمعة الصناعة الألمانية بأكملها. وفي المقابل يرى 54 في المائة من الذين تراوح أعمارهم بين 30 و 44 عاما و50 في المائة من الذين تراوح أعمارهم بين 14 و 29 عاما أن ضرر السمعة سيظل مقتصرا على فولكس فاجن ولن يمتد للصناعة الألمانية بأكملها. من جانب آخر، يعتزم سائقان في كوريا الجنوبية إقامة دعوى قضائية ضد مجموعة فولكس فاجن الألمانية أكبر منتج سيارات في أوروبا بعد اعتراف الأخيرة باستخدام برنامج كمبيوتر خاص في نحو 11 مليون سيارة للتلاعب في نسب العوادم التي يتم رصدها أثناء اختبار هذه السيارات. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن السائقين قالا إنهما اشتريا سيارتين إحداهما فولكس فاجن تيجوان والثانية أودي كيو5 بناء على الإعلانات التجارية التي قالت إن السيارات "أقل إصدارا للعوادم". وقالت شركة المحاماة الممثلة للسائقين "لو لم يكن هناك خداع من جانب الشركة المتهمة، لما اشترى المدعون السيارات التي لا تتفق مع معايير العوادم مقابل هذا المبلغ المالي الكبير". وأشارت يونهاب إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها كوريا الجنوبية مثل هذه الدعوى القضائية. يذكر أن فولكس فاجن تواجه عشرات الدعاوى القضائية المماثلة في الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن تدفع الشركة الألمانية مليارات الدولارات كتعويضات عن هذه الفضيحة.