اعتبر الرئيس الأميركي أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية تتطلب قائدا جديدا في سوريا وحكومة شاملة توحد السوريين في مواجهة "الإرهاب". وجدد باراك أوبامافي افتتاح القمة الدولية لمكافحة "الإرهاب" في نيويورك، اليوم الثلاثاء، استعداده للعمل مع جميع الدول، بما في ذلك روسيا وإيران، لإيجاد آلية سياسية تسمح بعملية انتقال للسلطة في سوريا. وأعرب أوباما عن تفاؤله بأن هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق ستكون بدعم من الداخل، لكنه أوضح أن المهمة ليست سهلة وأن ذلك سيستغرق وقتا. وفي السياق، أشار إلى أن ذلك التنظيم خسر ثلث المناطق التي يسيطر عليها في العراق، على حد قوله. واعتبر أنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة بالأسلحة وحدها، وإنه ينبغي مواجهة المشاكل الاقتصادية التي استغلها التنظيم لتجنيد عناصره، كما اعتبر أن تعامل الأنظمة مع معارضيها على أنهم إرهابيون يساعد تنظيم الدولة على التمدد. وأكد الرئيس الأميركي بدء تشكل حركة دولية موحدة للقضاء على تنظيم الدولة، مرحبا بانضمام نيجيريا وتونس وماليزيا إلى التحالف الدولي. وأشاد بالدعم التركي الذي قال إنه سمح للولايات المتحدة بتكثيف حملتها الجوية على تنظيم الدولة في سوريا. وقد انتقدت موسكو تنظيم الولايات المتحدة قمة لمكافحة "الإرهاب" في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكدت عدم مشاركتها فيها بشكل فعال، وأرسلت دبلوماسيا عاديا للاجتماع الذي يستعرض نتائج الحملة المستمرة منذ عام ضد تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي، عن السفير الروسي الأممي فيتالي تشوركين، اعتباره أن هذه القمة تشكل "قلة احترام" إزاء الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون. ورغم الخلاف بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأزمة في سوريا، ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، فإنهما اتفقا على العمل معا من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات في ذلك البلد وأدت لمقتل ربع مليون شخص وفق آخر الإحصاءات الحقوقية. وتؤكد واشنطن ضرورة رحيل الأسد الذي وصفه أوباما بالطاغية، لكنه لم يتطرق مباشرة إلى مسألة مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية في سوريا. وتأتي قمة مكافحة "الإرهاب" بعد عام من تعهد اوباما باجتماع الأمم المتحدة العام الماضي بالقضاء على تنظيم الدولة، ودعوته للدول للانضمام إلى الولايات المتحدة في هذه الحملة. وبالتزامن مع انعقاد القمة الدولية لمكافحة "الإرهاب" أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على عدد من كبار قادة تنظيم الدولة وشخصيات مالية، وصنفت جماعات إضافية وشخصيات على أنهم مقاتلون "إرهابيون" أجانب. ومن المقرر أن يستضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء، اجتماعا لمجلس الأمن حول مكافحة "الإرهاب" يتوقع أن يذكي الجدل حول حل الأزمة في سوريا. فابيوس ينتقد روسيا ويطالبها بالأفعال في ضرب تنظيم الدولة (الفرنسية) موقف فرنسا من جانبه، انتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو قائلا إنها تحدثت كثيرا عن ضرب تنظيم الدولة، ولكنها إذا أرادت إثبات نواياها الحقيقية في سوريا فسيتعين عليها وقف "الضربات الإعلامية" وتنفيذ ضربات حقيقية. وأضاف فابيوس للصحفيين في نيويورك "المجتمع الدولي وجه ضربات لتنظيم الدولة. وفرنسا ضربت تنظيم الدولة، ووجه بشار الأسد ضربات قليلة له، والروس لم يضربوا قط. لذا فإنه يتعين على المرء أن يدرك ماذا يفعل". من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العباديخلال كلمته بالقمة الدولية لمكافحة "الإرهاب" إن بلاده مستمرة في اقتلاع جذور الفساد وعدم الكفاءة في المؤسسات المدنية والعسكرية بالدولة، خاصة في ظل الحرب على تنظيم الدولة بالعراق. أما الأمين العام للأمم المتحدة، فقد اعتبرفي كلمته أمام القمةأن تنظيمات، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة بوكو حرام في نيجيريا، تشكل خطرا على الإنسانية، على حد تعبيره. وتأتي قمة مكافحة "الإرهاب" بحضور قادة أكثر من مئة دولة، بعد يوم على جدال أوباما وبوتين بخصوص الأزمة في سوريا في خطابيهما بالأمم المتحدة. لكن إيران لم تدع إلى الاجتماع، بالرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في سوريا والعراق عبر توفير المستشارين العسكريين والأسلحة والمدربين لنظامي البلدين لمحاربة تنظيم الدولة، على حد تعبيرها.