×
محافظة المنطقة الشرقية

فورنيير: سذاجتنا ساعدت «الخفافيش» على الفوز

صورة الخبر

قتل الأقارب مقدم على ما يسمى "النفير" المزعوم هذه الفتوى التي أفتى بها تنظيم "داعش" الإرهابي هي بداية النهاية المتوقعة لتمدد هذا الفكر الدنيء الذي بني على الباطل، الفكر الذي لم يستثن أحدا بل يكفر الجميع ابتداء بتكفير المخالف وانتهاء بتكفير وقتل الأقارب، في صورة كشفت الوجه القبيح لهذا التنظيم. مطالب داعش الجديدة باستباحة قتل الأقارب وحث أتباعها على البدء بأقاربهم من خلال التسجيلات التي بثت عبر الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت في خلق تذمر مجتمعي واسع، تنم عن وقفة اجتماعية صادقة لمواجهة هذا الفكر بجدية وحزم. الجدير ذكره أن التقرب لهذه المنظمات الإرهابية بقتل الأقارب لا يقرها دين ولا مذهب ولا عقل سوي فهو خطاب يدعو إلى قطع الرحم وعقوق الوالدين واستباحة دم المسلم بغير حق، ومن الكبائر والموبقات ما لا يستبيحه أي إنسان فما بالك بالمسلم. الدعاية الدنيئة التي تبناها التنظيم في التسويق للمشروع المقبل الذي يصور الولاء والبراء بشكل مؤثر، ويمزج بآيات وأحاديث، توجهها هذه الجماعات المتطرفة لصغار السن للاستفادة منها في تنفيذ العمليات الانتحارية، بهدف زعزعة المجتمع وخلق المشاكل الداخلية وتفكك الأسر التي هي في الأساس بداية الضياع لأفرادها مما يسهل التأثير عليهم بما يخدم عمليات التجنيد لهذه العصابات الإجرامية. التنظيم لم يمر على التاريخ البشري مثله في سفك الدماء ويستغل هذا التنظيم الإرهابي المتعاطفين معهم لتنفيذ هذا المشروع "قتل الأقارب" بتحفيزات لعمل اغتيال من شأنه إرباك المشهد العام في الداخل، ولو على حساب التضحية بالأخ أو الأب، أو حتى القريب، لمجرد ولائه لوطنه وقيادته عن طريق حديثي السن سفهاء الأحلام وعديمي الإدراك بِعِظَم الفعل، لا بحيثيات العواقب المؤلمة. هذا التنظيم لم يمر على التاريخ البشري مثله في سفك الدماء، وجاء بما لم يسبقه غيره من مجرمي التنظيمات الإرهابية، من خلال التفنن في قتل الأسرى وتفجير المساجد وقتل الأقارب. من المؤلم أن تكون عقول شبابنا سلعة رخيصة لأولئك الخوارج فأصبحوا يتحكمون بعقولهم كالريموت ويحرضونهم على قتل الأقارب بحجة الدين. الأمر الملفت للنظر مؤخراً من وراء هذه العمليات المصورة هو تناول المجتمع لهذه القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر بسخرية في رسالة صريحة لهذا التنظيم مضمونها أن العمل التسويقي الدنيء لجميع أعمالهم لن تجرهم لدروب الظلام ولن تبث الرعب في أوساطهم التي زادها حب الوطن والانتماء الوطني تماسكاً وتلاحماً.