المرأة أماً كانت أو زوجة أو ابنة، لها قدر كبير في حياة الأسرة الإماراتية، والمجتمع الإماراتي ككل، فالمرأة عُرفت بأنها أخت رجال وأنها في كثير من الأحيان بألف رجل، وهذه الطبيعة مستمدة من حسن تربيتها ونشأتها التي نشأت عليها في وسط مجتمع حضاري متحلٍ بالأخلاق والأعراف التقليدية المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية الغراء التي لا زيف فيها ولا تلبيس ولا مغالاة على تمسكنا بتديّننا. هذه الشهامة التي تحلت بها المرأة العربية عموماً والإماراتية خصوصاً، جعلت لها مكانة مرموقة في الدور المجتمعي من جميع نواحيه، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية أو حتى من الناحية العسكرية. شاركت المرأة بأدوار عسكرية مختلفة على مر العصور بدءاً بما قبل التاريخ الميلادي ومروراً بالعصور الوسطى وعصر الإسلام ثم العصر الحديث. فقد اشتهرت العديد من السيدات في عصر ما قبل التاريخ بأدوارهن الرائدة في استقرار ممالك وسلطنات، كُشف وعلى مدى أربعة آلاف سنة عن أدوار فاعلة للمرأة شاركت فيها كقائدة ومقاتلة ومثيرة للحماس،.. ومشاركة كعنصر رئيس في مجال التطبيب والإمداد، إلى غير ذلك من الأعمال التي تناسب طبيعة تكوينها الجسماني والنفسي، واستمرار هذا الدور في العصور القديمة، وبرزت على إثرها السيدات الأمازونيات في آسيا الصغرى واشتهرن بجسارتهن على القتال تقودهن آرتيميس كقائدة مقاتلة قوية. وغيرهن من الكاهنات اللواتي كان لهن أدوار ريادية في المشاركة الفاعلة المباشرة في القتال وليست التحريضية فقط، ثم جاء دور المرأة المسلمة لتشارك ببسالة وقوة إلى جانب أخيها المسلم في معارك الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، فضربن أروع الأمثلة والملاحم، فهذه أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية وخولة بنت الأزور الفارس الملثم.. واللتان شاركتا مشاركة مباشرة في ساحة القتال عدا عمن شاركن بالمال، كأمنا خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها، في دعم الإسلام ونشره من مهده، ومصاحبة أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وميمونة للرسول صلى الله عليه وسلم، في بعض معاركه، وتطبيب سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام لوالدها في معركة أحد بعدما تعرض للأذى، فداه أمي وأبي... وقد سبقت أسماء بنت أبي بكر في المشاركة بالدور العسكري عندما ساعدت بالإمداد اللوجستي لنبي الله خلال هجرته مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ودورها كذلك بنقل أخبار قريش، وهو ما يمكن أن نطلق عليه بالدور التجسسي في المعركة. من هذا المنطلق كان دور الإمارات الريادي الذي دعمته قيادة الإمارات وحكومتها، وعلى رأسها المغفور له والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والدعم المباشر من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة الإماراتية.. والتي أعلنت تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة الإماراتية في الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام وفي ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي منذ عام 1975، والذي أعلن فيه أن يكون الاحتفاء هذا العام بالمرأة الإماراتية المنضوية في صفوف القوات المسلحة تقديراً وتثميناً لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان. لقد أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها في ساحة العمل العسكري واقتحامها للمهام الصعبة حباً وانتماءً وولاء للوطن، وتعزيزاً لأهمية العمل الأمني، والتي استطاعت من خلاله أن ترسخ أقدامها وتثبت وجودها، وأصبحت رقماً صعب التحدي أو أن يزاح من مكانه، وحقيقة تفرضها متطلبات العصر الراهن. وفي هذا الصدد يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله: لا شيء يُسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع، وتحقق المكان اللائق بها، يجب أنلا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء حق قبل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن. وقد ضربت الأم الإماراتية مثالاً رائداً بإثبات دورها الرئيسي في تربية النشء من رجالات القوات المسلحة والشرطة، فقدمن أبناءهن وبناتهن فداءً للوطن، وحصدن شهادتهم في سبيل الله دفاعاً مستميتاً عن أرض الإمارات.. وما يمس أمنها وأمن شقيقاتها أو حلفائها على الأرض التي احتضنتهم بحبها وقدرها، فكان جزاء الإحسان هو الإحسان من أمهات مكرمات، ضحين بمصالحهن من زينة حياتهن فداءً للوطن وحبه وإخلاصاً له ولقيادته. دام عز الإمارات ودامت ديارنا فخراً بأبنائها وبناتها والمرأة الإماراتية وأمهات الشهداء.