×
محافظة المنطقة الشرقية

أطباء يابانيون: استخدام الأطفال للهواتف الذكية يعطل نموهم

صورة الخبر

يقبع خالد (29 عاماً) في زنزانته منذ عام 2008 بانتظار القصاص منه بسبب قتله شخصاً إثر مشاجرة بينهما. وليس له في محبسه من رفيق سوى جدران زنزانته، والسجان الذي يتفقده من حين لآخر، وهاتف متحرك استطاع عبره الاحتفال بذكرى بلوغه عامه الـ29 من خلال برنامج التواصل «واتسآب»، ليصبح بذلك معبره الوحيد لتخطي القيود التي تحاصر حريته. «خالد» شقيق لفتاتين شابتين «يتيمتين»، ينفذ عقوبته الجزائية وفقاً للقانون لقتله أحد الأشخاص إثر شجار بينهما دفاعاً عن النفس، وفقاً لما ذكرته أسرته. «خالد» سجين سعودي منذ عام 2008، وتم إرجاء تنفيذ حكم العفو عنه أو قتله. وبحسب صحيفة الحياة يعد خالد الأصغر من شقيقتيه سناً والأكبر ألماً. واحتفل بعيد ميلاده الـ29 في «صالة» (مجموعة العائلة في برنامج التواصل «واتسآب»)، «بشموع» إلكترونية وعلب هدايا «وهمية»، بعدما أصبح هاتفه المتحرك وسيلة الاتصال الوحيدة التي تربطه بالعالم الخارجي، ورقمه هو خانة وجوده بينهم، ويصبح بها مجرد صوت بعد أن كان حاضراً بجسده. لكن الوجه الآخر لهذه القضية الذي غاب عن أذهان الكثيرين أن هذا الصوت المحبوس يمارس كل تفاصيل حياته على رغم العزل اللاإرادي والبعد المكاني، في أخذ رأيه في كل ما يخص هاتين الشقيقتين في جميع أمور حياتيهما من تعليم وسفر وزواج وسكن وأدق شؤونهما الأخرى. هذا الرابط أضاف إلى صوت شقيقته نادية حزناً وهي تتحدث عن تفاصيل يومها بمشاركة خالد سجنه، وانضمامه إلى حرية حياتها عبر حوارات الرسائل ومحادثات الهاتف المتحرك، الذي يصل سعر الجهاز العادي منه في السجن إلى 25 ألف ريال، لحاجة السجين إليه وصعوبة توصيله إلى الداخل. وتتذكر أحد المواقف الذي وصفته بالأكثر ألماً، قائلة: «بقي هاتفي مفتوحاً مدة ثلاث ساعات في يوم زفاف أختي الكبرى، ليشاركنا تفاصيل تلك الليلة التي كانت الدموع أبرز الحاضرين فيها بعد أن أخذت رأيه في المتقدم إليها». القانون لا علاقة له بالمشاعر ولا بالوجوه الأخرى للمتهمين، ولا بكونهم أشقاء حنونين أو آباء عطوفين أو حتى أصدقاء أوفياء، هذا ما تعترف به نادية، لكنها ترى أن هناك جوانب إنسانية تغيب عن حقيقة السجين الظاهرة يعرفها المقربون إليه فقط. وأضافت: «يوم الجمعة هو الأكثر رعباً قبل أن يصدر الحكم، بانتظار قرار ورثة القتيل، إذ بقينا ثلاثة أعوام يرعبنا هذا اليوم، لأننا لا نعلم هل ستشرق شمس السبت على أخي (خالد) أم سيكون ضمن من تم إعدامهم، وينتابني قلق كبير عند تأخره في عدم الرد على رسائلي، وأستعيد أنفاسي عند وصول أول رسالة منه تطمئن قلبي إلى أنه بخير». وعلى رغم السيناريوات المتوقعة وغير المتوقعة، تبقى أمنية نادية لحظة عناق تجمعها بشقيقها خالد خارج أسوار السجن، الذي بات يمنعها من زيارته في شكل دائم خوفاً عليها وحفاظاً على مشاعرها من الكلمات الجارحة أو الوقوع في مواقف محرجة.