تعتبر الأندية الطلابية نافذة لا محدودة للإطلالة على ثقافات ولغات العالم، بل وفئات المجتمع كافة، وتهدف تلك الأندية إلى زيادة الوعي، واستثمار الوقت، وغرس حب العمل التطوعي، وتنمية المعارف، وهذا ما حرصت عليه طالبات جامعة زايد في أبوظبي، اللاتي نظمن معرضاً للأندية ليستقطبن فيه طالبات التخصصات المختلفة في الجامعة. وتحمل الأندية الطلابية في طياتها الكثير من الأهداف، كما تحمل الفسحة الثقافية ما بين الصفوف الدراسية، إذ إن معظمها ينظم أنشطته في أوقات الفراغ بين المحاضرات، ما يجعلها قيمة مضافة لقيمة المعارف المكتسبة في الجامعة. وللتعرف إلى ذلك تحدثنا مع مجموعة من الطالبات، ومنهن أفنان حسين رئيسة النادي الكوري في الجامعة. تشير حسين إلى أن النادي افتتح لأول مرة في عام 2009، بالتعاون مع السفارة الكورية، وبدأ النادي وفق رغبة الطالبات في تطوير لغتهن وثقافتهن خصوصاً أن ذلك جاء بالتزامن مع نهج الدولة في تقوية العلاقات الكورية دبلوماسياً، إلا أن النادي كل عام يشهد تطوراً ملموساً، إذ أصبح اليوم يتضمن الثقافة الكورية بكل أبعادها، على مستويات اللغة، العروض الفنية الاستعراضية واليدوية، والطهي، ومهرجان الأفلام الكورية. وتضيف نائبتها الطالبة ميساء ثابت أن هذا العام سيشهد تنظيم حدث كبير، سيكون في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بالتعاون مع السفارة الكورية، بتنظيم مهرجان ثقافي متنوع يحمل في طياته كل أشكال الأنشطة. وعمّا إذا كانت الأندية الطلابية تستنزف من وقت الطالبات، تقول: على العكس تماماً، نعمل على تنظيم الأنشطة والمهرجانات وحتى فصول تعلم اللغة في أوقات الاستراحة بين الدروس، بل استطعنا أن نتأكد من أن الأندية الطلابية تمثل استراحة مشجعة للطلبة لمواصلة دروسهم المنهجية، ما يسهم في رفع المستوى الدراسي. وفي نادي الشبكة العربية للابتكار، تقول عائشة الزعابي: النادي يشجع على الابتكار ويوظف كل جهوده وطاقاته لشحن طاقات الطالبات في تقديم ما يستطيع تقديمه في هذا المجال، فالشبكة موجودة في عدة دول عربية، وفي فرع الشبكة هذه السنة الثانية التي نفتتح فيها النادي، ولعل أبرز الأنشطة التي أقيمت وستقام فيه هو المشاركة في المؤتمرات العربية والإقليمية من قبل الطالبات، وذلك للاطلاع على أبرز ما وصلوا إليه في مجال الابتكار، ورحلتنا القادمة ستكون الأردن. وتبذل طالبات نادي تقنية المعلومات، قصارى جهدهن لتقديم ما يعرفن على المستوى التقني للأمهات، وذلك من خلال تقديم المعلومات في ورش عمل مخصصة لهن لردم الفجوة بين الأمهات والأبناء. وعن ذلك تقول الطالبة ريم عبد العزيز: بذلنا جهداً كبيراً كي نعيد النادي إلى نشاطه، حيث إن الطالبات اللاتي أسسنه تخرجن ولم يبق لدينا من يوجهنا لتفعيله، لكن رغبتنا في إكمال مسيرتهن في تقديم المعلومات التقنية للأمهات قادتنا لمحاولة التواصل معهن بشتى الطرق، كما نعمل من خلال النادي على تقديم خبرات جديدة للطالبات في مجال أنظمة الحاسب الآلي الجديدة مثل نظام (روزبري)، وبذلك نكون قدمنا المعلومات لقطبين، الأمهات والطالبات. وتضيف زميلتها عليا الدرمكي، أنها عضوة في 3 نوادٍ في الجامعة، وتجد فيها مساحة كي تعبّر عن ذاتها وتمنح طاقاتها، وتنوه بأن التنسيق بين النوادي وفي النادي الواحد أصبح أكثر سهولة من خلال التواصل عن طريق واتس آب، والإيميل، وهذا ما يسهل من نجاح عمل النوادي التي يراها البعض استنزافاً لوقت الطلبة، وعلى العكس إنما هي فسحة تنمي العقل والإدراك والمعلومات وتقوي من العلاقات الاجتماعية. النادي المالي، قد تكون فكرته غريبة نوعاً ما، إلا أنه الأكثر النوادي تعبيراً عن حاجاتنا اليومية، وهذا ما تحدثنا عنه حمدة الشحي. تقول: ليس ككل النوادي، فهو يلامس القضايا والاهتمامات اليومية لدينا جميعاً، فنقدم من خلال النادي المالي معلومات أساسية عن الاقتصاد المالي للدولة وللفرد، ورفع مستوى الاهتمامات لديهم، وتغيير بعض الأفكار السائدة لدى المجتمع، ومنها مثلاً أن دخل الدولة معتمد على النفط، وبعض المسائل الأخرى كأسباب ارتفاع أسعار البترول، إضافة إلى أساسيات بسيطة كالميزانية الفردية والاقتصاد في الإنفاق وما إلى ذلك، ما يؤثر في تكوين الأفراد ويمنحهم أفكاراً حول مستقبلهم فيما لو كانوا من الراغبين في افتتاح المشاريع الخاصة. وتوضح زميلتها شيرينة المهيري، أن ما يقدم من معلومات في النادي المالي تفتقده الطالبات في أقسام الكلية، لذلك يعمل النادي بجهود الطالبات المختصات على إثراء ذهنية الطالبات بهذه المعلومات حتى يصبح لكل منهن خبرات أوسع في الحياة. وتقول الطالبة شيخة النعيمي، رئيسة نادي العلوم والصحة، إن النادي يهدف إلى المساهمة جنباً إلى جنب مع الهيئات والمؤسسات الصحية في الدولة وأبوظبي في نشر التوعية الصحية في مجالات عدة، مشيرة إلى المساهمة في فعاليات عدة على هذا المستوى منها التوعية بمرض السكري ومضاعفاته وطرق الوقاية منه، وسرطان الثدي، والمشاركة بالفعاليات المجتمعية كاليوم الوطني، كما يهدف النادي إلى محاولة جعل العلوم الصحية ممتعة من خلال البروشورات ذات المعلومات السهلة والمفيدة وبعض الملصقات التوعوية. وعن أهمية النادي تقول علياء مزيد، العضوة في النادي: نحرص من خلال النادي على إشراك الطالبات في فعالياتنا الصحية من دون الضغط عليهن وذلك من خلال اختيار الأوقات المناسبة، ونتواصل عبر البريد الإلكتروني قبل التخطيط وعقد أي فعالية، حتى تتمكن الطالبات من المشاركة فيها، وتنمية الحس المجتمعي التطوعي لديهن، واستثمار أوقاتهن بشكل جيد، ونحاول أن نستثمر طاقات كل طالبة بما تبرع فيه للمشاركة معنا، فمنهن من تتقن التصوير وأخرى برامج الفوتوشوب والجرافيك ديزاين وكل منهن حسب مهاراتها. وبروح معطاءة، تنطلق مجموعة طلابية تطوعية تحت عنوان بصمة بهدف مساعدة كل شرائح مجتمع الدولة، فالمجموعة تسعى لتطوير وبناء أجيال قادرة على العطاء والتغيير، ورسالتها تشجيع الشباب على المبادرة السباقة في تلبية نداء كل من يحتاج إليها، هذا ما نوهت به بدور سيف من النادي. ولدعم فئة ذوي الإعاقة، يحرص نادي مكاني بينهم على مخاطبة هذه الفئة وكذلك المجتمع، وذلك بهدف نشر الوعي المجتمعي بها، ومن أبرز أنشطة الطالبات بهذا الصدد وضع ملصقات مكتوبة بلغة برايل على بعض البضائع في عدد من المتاجر لتسهيل فهمها على المكفوفين، وتعلمن لغة الصم والبكم لأجل التعامل معهم وإيصال المعلومات، بحسب ما تقوله الطالبة بشاير عيسى، وتشير إلى نية النادي في تنظيم ورش عمل تدعو إلى نشر التوعية بفئة ذوي الإعاقة وتعليم لغة بعض منهم وطرق التعامل معهم.