×
محافظة المنطقة الشرقية

الجبير والمعلمي يشاركان في افتتاح المنصة الرقمية لشباب المملكة بنيويورك

صورة الخبر

جرعة من الشجن والحنين والأمل قدّمها عازفون من جنسيات متعددة في عمّان، في أمسية لاقت صدى طيباً لدى الحضور الذي استمتع بالمزج ما بين الأنغام الشرقية والغربية. حفلة فنية قادها الموسيقي الأردني يعرب سميرات الذي ألّف ترانيم بعض المعزوفات وأعاد توزيع البعض الآخر، من دون أن يخدش ملامح المقطوعة أو يقتلعها من جذورها الأصلية سواء من المقامات القديمة أم الحديثة. ففي مقطوعة «رقصة تراثية» اشتدت أوتار آلة الكمان منتجة ألحاناً أرمينية مع الحفاظ على ايقاعاتها الأصلية، على رغم المؤثرات الصوتية التي أدخلت على المقطوعة روح العصرنة بما تحمله من ايقاع سريع يواكب أذواق جيل الشباب. ولدى تنافس الآلات الغربية مع الشرقية، تحولت مقطوعة «مامبو» الشهيرة إلى أنغام عربية فاستخدمت الفرقة العود والقانون والطبل لتقدم بطريقة فريدة وبنفس شرقي، وهذا ما ميّز قطعة «مامبو» للموسيقي شوشومالدين. وبعد هذا التنافس انقلب الحال لمصلحة الموسيقى الغربية حين تحولت معزوفة «بلدي المحبوب» للموسيقار المصري محمد عبدالوهاب إلى موسيقى كلاسيكية غربية، تحمل روح الجاز المعاصر أحياناً، خصوصاً حين ينطلق البيانو بكلاسيكته، والغيتار بروحه المعاصرة. وأناقة رقصة التانغو تلمسها في مقطوعة «نزل النعيم» من تأليف يعرب سميرات الذي حرص على توظيف آلة الأكورديون لتتنوع أنغامها الهادئة المصحوبة مع أنغام آلة الكمان وسط تفاعل ملحوظ من الجمهور والموسيقيين. ويعتبر مقام «لنجا» من المقامات العربية القديمة التي تعود الى عصر العثمانيين، لكن في الحفلة عزفت الفرقة مقطوعة بعنوان «مو لنجا» وهي تدل على تأليفٍ موسيقي قريب من مقام «لنجا» والقريب أيضاً من الموسيقى التركية. أما مقطوعة «قبل الأحد» فاستنبطها سميرات من عقر الأعراس اللاتينيه، فهي تحمل التراث اللاتيني الخاص بالأعراس وجسد ذلك بإشغال جميع الآلات من بينها الطبل والكمان، واختتمت الحفلة بمقطوعة «يا سلام». كل هذه المقطوعات جمعت في البوم جديد عنوانه «يا سلام» هي نتيجة سنتين من العمل، وسُجل في أرمينيا وأسبانيا بعد أن اشترك فيه 10 موسيقيين من بلاد مختلفة لا سيما كولومبيا وسلوفينيا وسورية ولبنان والأردن. وقال سميرات إن هذا التشارك العالمي كان بمثابة تبادل خبرات بين الموسيقين والتعرف الى العادات والتقاليد لكل بلد، موضحاً أن هذا التجمع كان بسبب رحلاته العديدة إلى بلدان عربية وأجنبية لاحياء حفلات فردية وجماعية. وما يميز سميرات، حرصه على تسجيل كل مقام موسيقي في بلده الأصلي حتى لا يبعد من الأجواء الخاصة باللحن، ما يجعل ألحانه أكثر انسابية واتقاناً بالنسبة الى كثير من محبي سميرات وفرقته المتنوعة بآلاتها وثقافتها الموسيقية. وتأثر سميرات الذي عشق آلة الكمان منذ أن كان في الرابعة من عمره، بالمدرسة الكلاسيكية الغربية لكنه تحوّل بعد ذلك إلى المدرسة الشرقية المصرية، فدمج بينهما، ونتج من ذلك البوم «يا سلام».