×
محافظة حائل

اللواء الألمعي ومحافظا الحائط والغزالة يعزون أسرة الشهيد «الرشيدي»

صورة الخبر

< عندما استيقظ في اليوم التالي أحس أنه ازداد إصراراً على ما عقد العزم عليه. نظر صوب المشرق. كان شعاع الشمس الناهضة يصنع زاوية حادة مع سطح البحر. والبحر يتذوق دفء الشاطئ بأكثر من لسان. ضرب بكفه اليمنى ظهر كفه اليسرى التي توسدها البارحة نافضاً عنها التراب الذي علق بها. نظر إلى نعليه.. تذكر أنه لم يخلعهما البارحة لكن إحداها وجدت سبيلها إلى البحر غير بعيد. لماذا اختار أجمل بقعة في الشاطئ لينام فيها؟ مرقت، على شريط الشارع الموازي للشاطئ، سيارة تسير ببطء أكملت دورتين قبل أن تتوقف على مسافة منه، نزل صاحبها يستطلع الشاطئ، ثم ركب واتجه بالسيارة إلى المساحة الترابية بين الماء والإسفلت، تعمد السائق الذي لاحظ وجوده أن يُوْقِف السيارة بحيث تصنع حاجزاً بينه وما يليها من الناحية الأخرى. النوارس تركب تيارات الهواء الآخذ في السخونة في حركات بهلوانية. كان نومه البارحة أشبه باليقظة، غير أن تنفسه منتظم، لم يعد قلبه يخفق بشدة. وبصره الآن حديد، ولأول مرة منذ مدة أحس بالجوع، لكنه بدا أكثر عزماً على المضي حتى النهاية. انتبه إلى وجود امرأة متنقبة تجلس مع صاحب السيارة وبين الفينة والأخرى أخذا يخالسان النظر إليه. تذكر أن اليوم هو أول أيام العطلة الأسبوعية لذا فقد حضر هؤلاء باكراً ليستأثروا بأجمل الأماكن. نهض وكله عزم. سطح الماء مرآة مائجة. خلع نعله المتبقية. وطئ البحر. باردٌ ماؤه. توغّل خائضاً الماء. حانت منه التفاتة إلى حيث السيارة. برز صبي من ورائها. جرى الصبي حتى وقف حيث كان ينام البارحة. التقط فردة النعل المتبقية. أخذ ينظر إليها. التصق ثوبه المبلل بساقية. رفع ثوبه. أكمل سيره. حين غيب سطح البحر بنان يده الممتدة إلى أقصاها، ضربت النوارس بأجنحتها نصف رفةٍ وهبطت من جديد، وقذف الصبي النعل إلى البحر وعاد إلى حيث السيارة، ورفعت المرأة نقابها بعد أن اكتشفت عدم وجوده.