تكشفت لـ(الجزيرة) معلومات عن طريقة تحرير الجندي السعودي طلال هزازي الذي بقي في أسر الحوثيين لأكثر من أسبوعين، حيث تبين أن الكاميرا الحرارية على الحدود السعودية رصدته، والتقط زملاؤه إشارة منه تشير إلى أنه ليس من أفراد العدو. ووفق المعلومات فإنه الهزازي، تخلص من معتقليه، حيث لاذ بالفرار متخفيًا ومتنقلاً من قرية يمنية إلى أخرى عانى فيها العطش والجوع وأكل حشائش الأرض والتمر وشرب من مياه الأودية والبيوت المهجورة في اليمن بعد أن تاه الطريق. ومكث هزازي في إحدى القرى القريبة من الحدود السعودية ثلاثة أيام بعد أن أنهكه التعب والجوع والعطش، وبعد أن التقط أنفاسه تحدى نفسه وخرج بحثًا عن حدود وطنه التي ضلها وقبل وصوله للحدود السعودية كشفته جماعة الحوثي ليتخفي في إحدى البنايات المحاذية للحدود السعودية ويختبئ داخل كفرات السيارات، حيث بقي بها لمدة ثلاثة أيام، يشرب من خزان المياه الموجود فوق البناية حتى شعر بعدها بالتعب الشديد بسبب الجوع ونقص السوائل وأصبح لا يقوى على المشي. وعند اقترابه من الحدود لاحظته الكاميرا الحرارية واشتبهت بأنه عدو متسلل، حيث كان يقوم بعمل إشارات لزملائه وندائهم حتى تعرفوا عليه بعدها توجهت إليه فرقة عسكرية وأنقذته مباشرة من الموقع وسط نيران العدو. فيما بعد تم نقله مباشرة بالإسعاف إلى مستشفى ظهران الجنوب ومن ثم إلى مستشفى قوى الأمن عبر الإخلاء الطبي. وقال لـ(الجزيرة) ابن عمه علي حرب الهزازي المعاناة التي عاشتها أسرته خاصة والدته التي كانت تتلقى نبأ استشهاده كل يوم وتتقبل فيه التعازي كل يوم وتبكي دمًا كل يوم، مع ذلك كانت تتمنى أن تراه وتقبله تقبيل الوداع الأخير حتى جاء إليها الخبر الذي أعاد لها الحياة من جديد بأن ابنها مازال على قيد الحياة لتتساقط دموعها فرحًا، وتبكي من هول المفاجأة، فهي لم تكن تتوقع أنه مازال على قيد الحياة بعد الغياب الطويل. رفعت والدة طلال هزازي وكل أسرته وأصدقائه شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على وقوفهم واهتمامهم ومتابعة ابنهم منذ أن تاه داخل اليمن وحتى نقله للمستشفى، سائلين الله أن يمنّ عليه بالصحة والعافية حتى يعود مدافعًا عن حدود وطنه وترابه الغالي.