×
محافظة المنطقة الشرقية

المملكة تؤكد أمام قمة مكافحة "داعش" والتطرف التصميم على اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها

صورة الخبر

كُشف النقاب في إسرائيل اليوم الاثنين عن هوية القائد الجديد للشرطة بعدما كان ذلك محظورا، وهو روني الشيخ نائب رئيس المخابرات العامة (الشاباك). وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان أن روني الشيخ (52 عاما) -وهو يهودي من أصل يمني- سيتولى المنصب، بعد شهر من إعلان تعيين الجنرال في جيش الاحتياط جال هيرش في المنصب نفسه. لكن تعيين هيرش لم يخرج إلى حيز التنفيذ جراء معارضة أوساط رسمية واعتراض الرأي العام عليه لعلاقته بشركات تجارية تورطت في صفقات تحوم حولها شبهات فساد. وتأمل أوساط واسعة في إسرائيل أن يتمكن القائد الجديد لشرطتها من إنقاذها من ورطتها نتيجة كثرة فضائحها وسوء إدارتها وصورتها السلبية في نظر الإسرائيليين. والشيخ مستوطن متزمت ينتمي للتيار الصهيوني الوطني الديني، وهو أب لسبعة أبناء وجدّ لأربعة أحفاد، وقد أنهى تعليمه في معاهد دينية بالمرحلة الثانوية وحاز على لقب الماجستير في العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، وعلى لقب مماثل في علم الإجرام في الجامعة العبرية بالقدس. ويعد روني الشيخ أول يهودي من أصل يمني تسند له مهمة قيادة شرطة الاحتلال، وسبق أن أقام في مستوطنة بالضفة الغربية مجاورة لرام الله، قبل انتقاله بحكم عمله لبلدة متدينة في منطقة تل أبيب. والتحق سابقا بوحدة المظليين في جيش الاحتلال عام 1981، ثم انضم للشاباك عام 1988 كمحقق خلال فترة الانتفاضة الأولى، وهو من الخبراء البارزين في مجال بناء برامج استخباراتية إلكترونية داخل الشاباك، ويقول زملاء له إنه محقق بارع عرف كيف "يكسر" من يستجوبهم بدهاء ودون التحقيق معهم بعنف. كما تنقل الإذاعة الإسرائيلية العامة عن زملائه قولهم إنه لقب بـ"الثعلب" لدهائه، وبـ"أبو ربطة" لدأبه على ارتداء ربطة العنق بجانب القبعة الدينية، بينما يكشف المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع أنه كان يكنى في العربية العامية بلقب "أبو غرافيتا" لحرصه على ارتداء ربطة العنق دائما، مضيفا أن صورة البزة والربطة قد تخدع لأن الشيخ رجل مبدئي صلب، وأنه لعب دورا في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الثانية بكثير من القسوة. ويؤكد زملاؤه في الشاباك أن الشيخ هو أفضل المرشحين من خارج الشرطة لتولي قيادتها وإخراجها من ورطتها الراهنة، بعد استقالة نصف قادتها في العام الأخير إثر الكشف عن تورطهم في فضائح مالية وجنسية. ويشير رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين على صفحته في فيسبوك إلى أن الشيخ يتمتع بذاكرة استثنائية، كما يجيد العربية ولديه خبرة في "مكافحة الإرهاب". وفي تلميح لدوره باغتيال ناشطين فلسطينيين، خاصة في غزة، يقول ديسكين إن الشيخ كان الدماغ المفكر خلف عمليات عسكرية قامت بها المخابرات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وتمت ترقية الشيخ خلال عمله في الشاباك، فشغل منصب مسؤول منطقة الأراضي المحتلة عام 67، ثم عين مسؤولا عن القدس وعن منطقة جنوب البلاد. وفي عام 2014 تم تعيينه قائما في أعمال رئيس الشاباك. لكن ضباطا كبارا في الشرطة يباركون تعيين الشيخ رغم قدومه من خارجها، ويتفاءلون بقدرته على القيام بإصلاحات، ومنهم قائد لواء القدس سابقا الجنرال آرييه عميت الذي قال في موقع تويتر إنه يعارض تعيين من هو خارج الشرطة قائدا لها لكنه لا يعارض تعيين الشيخ ويتمنى له التوفيق. في المقابل، ينبه معلقون سياسيون في إسرائيل إلى أن النجاح في الشاباك لا يعني النجاح بالضرورة في الشرطة، لكونها تنظيما مختلفا وعدوانيا، ولكثرة مشاكلها الداخلية في هذه المرحلة.