×
محافظة المنطقة الشرقية

البرازيلي “رونالدو” سيفتتح 30 مدرسة لكرة القدم في الصين

صورة الخبر

احتل مقاتلون في مقتبل العمر يعيشون في المدن كثيرون منهم في سن المراهقة الصدارة في الصراع الذي تفجر بين المسلحين الأكراد وقوات الأمن التركية في جنوب شرق تركيا منذ انهار في يوليو الماضي وقف لإطلاق النار بدأ سريانه قبل عامين. وتعيد شدة العنف للأذهان عند البعض ما حدث في التسعينات عندما بلغت حركة التمرد التي شنها حزب العمال الكردستاني ذروتها وسقط فيها آلاف القتلى سنويا، وذلك رغم أن أعداد القتلى حتى الآن أقل من تلك المستويات. فمقاتلو جناح الشباب من حزب العمال الكردستاني المعروف باسم حركة الشباب الوطنية الثورية يهاجمون قوات الأمن في المدن بأسلحة ثقيلة ويحفرون الخنادق ويقيمون المتاريس في الشوارع الجانبية، وترد الشرطة بفرض حظر التجول وشن عمليات أمنية للإيقاع بالمقاتلين وكان من أكثرها إثارة للجدل هذا الشهر عملية في بلدة الجزيرة قرب حدود تركيا مع العراق وسوريا سقط فيها ما لا يقل عن 20 قتيلا. ويقول مسؤولون حكوميون إن أكثر من 150 شرطيا وجنديا تركيا لقوا مصرعهم في أحداث العنف منذ يوليو سقط كثير منهم في مدن فيما يمثل تحولا عن تركيز حزب العمال الكردستاني تقليديا على المناطق الريفية. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لقناة الخبر التلفزيونية في مقابلة هذا الشهر "نحن نواجه محاولة لنقل حرب الجماعات المسلحة في المناطق الريفية إلى المدن، وأدى نزيف الدماء المتزايد في جنوب شرق البلاد حيث يكثر الأكراد إلى تفاقم توترات سياسية شديدة في تركيا قبل انتخابات استثنائية تجري في أول نوفمبر لاختيار برلمان جديد وسط اتهامات من الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم للنواب المؤيدين للأكراد بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني. كما أنه يعقد المساعي الدولية للتصدي لتنظيم داعش في سورية، وتقول تركيا إن ثمة روابط تربط حزب العمال الكردستاني وجماعات كردية في سورية تعمل مع تحالف تقوده الولايات المتحدة يقصف مقاتلي داعش. واستأنف الجيش التركي هجماته على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق كما شارك في الحملة الجوية على داعش، وفي داخل تركيا يقول مقاتلو جناح الشباب في حزب العمال إنهم يحظون بدعم قوي من السكان المحليين في منطقة نكبت منذ فترة طويلة بالعنف والفقر، وهؤلاء المقاتلون لم يتلقوا تدريبا يذكر لكنهم عازمون على التصدي لما يرون أنه قمع الدولة التركية. وقالت فتاة تدعى نودا عمرها 19 عاما هجرت التعليم بعد المدرسة الثانوية من أجل التفرغ للقتال "توجد كتلة كبيرة من الناس يشعرون بتعاطف كبير معنا ويقدمون لنا الدعم. وهم ليسوا مسلحين لكنهم يساعدوننا." ويقول مسؤولون في الحكومة التركية إن تجدد العنف في الجنوب الشرقي قد أثر سلبا على الدعم المحلي للمقاتلين إذ أن الناس يقدرون الهدوء الذي ساد عامين كانت الحكومة تجري خلالهما محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني. * خنادق ومتاريس كان حزب العمال الكردستاني قد بدأ حملته المسلحة من أجل وطن للأكراد في جنوب شرق البلاد عام 1984 وكان ذلك بداية لصراع سقط فيه أكثر من 40 ألف قتيل، وسجن عبدالله أوجلان زعيم الحزب عام 1999 لكنه مازال يحظى بنفوذ كبير في الحزب الذي يرابط كبار قادته في جبال قنديل بشمال العراق. ولم يتم تأسيس جناح الشباب بالحزب سوى عام 2006 وقد ولد كثير من أعضائه خلال فترة التسعينات، وليس من الواضح طبيعة العلاقة التي تربطه بقيادة حزب العمال الكردستاني لكن لا مجال للشك في التزامه بقضية الانفصال. وقال أحد مقاتلي جناح الشباب يدعى ماوا وهو يتحدث على عجل بينما كان زملاؤه يقفون للحراسة تحسبا لمرور أي دوريات أمنية "تأتي الشرطة والجنود إلى حيك لاعتقالك أو تخويفك. نحن نهدف إلى منعهم من ذلك بحفر خنادق وإقامة متاريس." وأضاف وهو يخفي وجهه بوشاح "عندنا وحدات في كل شارع وكل حي في أنحاء كردستان." وقال إنه ترك الجامعة بعد عام دراسي واحد للانضمام إلى جناح الشباب ويقول مازحا إنه من أكبر أعضاء الجناح سنا إذ يبلغ 26 عاما. ويقول أعضاء جناح الشباب إن الحركة نمت بسرعة لكنهم يرفضون ذكر عدد أعضائها، ووصف ماوا وأعضاء آخرون الحركة بأنها شبه مستقلة عن قيادة حزب العمال الكردستاني رغم أن أنقرة ترفض ذلك. * حظر التجول وقالت وكالة الأناضول التركية للأنباء نقلا عن مسؤولين أمنيين هذا الشهر إن حزب العمال الكردستاني خطف أكثر من 2000 شخص دون سن الثامنة عشرة في العامين الأخيرين لاستخدامهم في هجماته. ويقول مسؤولون إن عددا يصل إلى 70 مقاتلا من جناح الشباب شاركوا في الاشتباكات التي وقعت هذا الشهر في مدينة الجزيرة حيث فرضت الشرطة حظر تجول على مدار الساعة لأكثر من أسبوع. ويقول نواب من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إن 21 مدنيا قتلوا في مدينة الجزيرة وإن الناس استبد بهم الجوع أياما ولم يستطيعوا دفن قتلاهم. وقال وزير المالية التركي إن مدنيا واحدا فقط و32 مقاتلا قتلوا في الاشتباكات التي وقعت في الجزيرة. ويتهم حزب الشعوب الديمقراطي -الذي حرم نجاحه في انتخابات يونيو غير الحاسمة حزب العدالة والتنمية من أغلبية الحزب الواحد في البرلمان- السلطات بفرض حظر التجول في الأماكن التي تؤيد الحزب المناصر للأكراد بهدف معاقبة الناخبين وتخويفهم حتى لا يشاركوا في الانتخابات القادمة في الأول من نوفمبر. وتنفي الحكومة مثل هذه الاتهامات وتقول إن حظر التجول يهدف إلى تسهيل العمليات التي تستهدف مقاتلي جناح الشباب المتحصنين في مناطق في المدن. ويدرك المسؤولون أيضا تمام الإدراك أن شن حملة أمنية مكثفة قد يفضي إلى نتائج عكسية بحفز الأكراد على الاتجاه للتشدد قبل الانتخابات ويسلمون بأن محاربة الشبان المراهقين تعقد هدف هزيمة حزب العمال الكردستاني.