مراكش: عبد الكبير الميناوي وسط حشد من نجوم وعشاق السينما، افتتحت الليلة قبل الماضية في مراكش الدورة الـ13 للمهرجان الدولي للفيلم، التي تستمر حتى يوم السبت المقبل. وكانت «ضربة البداية» عرض الفيلم الهندي «رام ليلا»، في حضور نجمته ديبيكا بادوكون ومخرجه سانجاي ليلا بانسالي. ويحكي الفيلم، المبرمج خارج المسابقة الرسمية، قصة «رام» و«ليلا»، في نسخة هندية من قصة «روميو» و«جولييت» الشهيرة: «رام» الوسيم ببشرته السمراء، و«ليلا» المفعمة بالإثارة والعاطفة، لكن أسرتيهما تعيشان كراهية متأصلة وصراعا مريرا، انعكس سلبا على حبهما. وأخذا بعين الاعتبار الحب الجارف الذي يكنه المراكشيون للسينما الهندية، فقد عرض الفيلم، في نفس التوقيت، في قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، حيث جرت مراسم حفل الافتتاح، وفي ساحة جامع الفنا، حيث نصبت شاشة عملاقة. وجاء حفل افتتاح دورة هذه السنة ليكرس توجه واختيارات المهرجان، التي تلخصها لازمة «متعة الاكتشاف وتشجيع المواهب الصاعدة»، وليؤكد، في نفس الوقت، أن «التظاهرة أصبحت لها شخصيتها المتميزة بين أرقى المهرجانات العالمية». وشهد الحفل حضور نجوم عالميين، أبرزهم الأميركيون شارون ستون وباتريشا كلاركسون ومارتن سكورسيزي، والفرنسية ماريون كوتيلارد، والإيطالية كلوديا كارديناللي، والمصريون عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي وإيناس الدغيدي، فضلا عن نجوم السينما والتمثيل في المغرب. وحرصت النجمة الأميركية شارون ستون، قبل أن تمشي على البساط الأحمر، وهي ترتدي سلهاما مغربيا أسود اللون زادها فتنة وبهاء، على أن تصافح الجمهور الذي غصت به جنبات المدخل. نفس الشيء حصل مع عادل إمام، الذي بدا متأثرا وهي يرد على التحايا والهتافات. وعرفت بداية فقرات الحفل تقديم أعضاء لجنة التحكيم، برئاسة المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، وعضوية المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الألماني التركي فاتح أكين، والممثلة الأميركية باتريشا كلاركسون، والممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج المكسيكي أمات إسكلانتي، والممثلة الإيرانية غولشيفث فرحاني، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الهندي أنوراغ كاشياب، والمخرج وكاتب السيناريو الكوري الجنوبي بارك شان ووك، والمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي باولو سورينتينو، والمخرجة المغربية نرجس النجار. وقال سكورسيزي: «ما أحلى العودة إلى مراكش. بعد كل الزيارات التي قمت بها لهذا البلد أشعر كأني في بلدي». كما تميز الحفل بتكريم شارون ستون، التي تسلمت كأس التكريم، من سكورسيزي، الذي سبق أن تعاملت معه في فيلم «كازينو». وقال سكورسيزي: «شيء جميل أن أكون هنا لتسليم كأس التكريم لشارون ستون، الممثلة التي مثلت أمام أفضل ممثلي هوليوود. مع شارون ستون، نكون مع حاجة لضبط تعريف النجومية، التي ليست هي الشهرة». وبعد أن استشهد بالناقد الفرنسي رولان بارث، بخصوص تعريف الجمال، الذي يمنح الناظر بعدا أفلاطونيا للوجه البشري، انتقل للحديث عن علاقته بشارون ستون، فقال عنها «إن جمالها يعبر عن جميع الأمزجة، إنها جميلة، هنا، حسب معيار هذا الزمن وأي زمن آخر. لا تعرف الخوف، جذابة لا تدخل مكانا إلا وحولت طاقته إيجابا، عملنا في فيلم (كازينو)، وقد كان عملنا مغامرة عظيمة. إنها نجمة حقيقية. كل من يشاهد أداءها يقف على قدرتها على تقمص مختلف الأدوار بتميز». من جهتها، قالت شارون ستون: «هناك كلمتان، فقط، يمكنهما أن تدفعاني إلى ركوب الطائرة من الهند إلى المغرب، والكلمتان هما: مارتن سكورسيزي». وبخصوص مهرجان مراكش، قالت إنه «يشكل فرصة للجمع بين ثقافات متنوعة». وقالت بخصوص المغرب: «أشعر بسعادة الوجود في هذا البلد المسلم، المتميز، الذي يعرف السلم والأمان. إنه لأمر ساحر أن أكون هنا. أزور المغرب باستمرار. وقد قضيت فيه، هذه الأيام، وقتا رائعا، رفقة عائلتي». وكانت شارون ستون قد قضت بضعة أيام بالجنوب المغربي، رفقة عائلتها. ونشرت، على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صورة لها رفقة أطفالها، وهي ترتدي سلهاما، وتمتطي، رفقة أطفالها الثلاثة، جملين، ويتجولون في خلاء الصحراء. وعلقت شارون ستون على الصورة، قائلة: «رفقة عائلتي في المغرب من أجل الاحتفال بعيد الشكر». وحققت شارون ستون، 55 سنة، شهرتها العالمية، بعد فيلمها الجريء «غريزة أساسية» (1992). وولدت شارون ستون من عائلة متواضعة بولاية بنسلفانيا الأميركية، وبدأت مشوارها المهني والفني كعارضة أزياء تعمل لحساب وكالة «فورد» الشهيرة. أما خارج مجال السينما، فتعتبر شارون ستون من الفاعلين النشيطين في مجال القضايا الإنسانية، وهي سفيرة مرموقة للمؤسسة الأميركية لأبحاث الإيدز. يشار إلى أن مهرجان مراكش سيكرم، إضافة إلى شارون ستون، كلا من الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والمخرج وكاتب السيناريو الياباني كوري إيدا هيروكازو، والممثل المغربي محمد خيي، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأرجنتيني فرناندو سولاناس. كما يكرم السينما الاسكندينافية، بحضور وفد من صناع ومبدعي السينما الاسكندينافيين، من السويد وفنلندا والنرويج وآيسلندا والانمارك، برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوغوست الحاصل مرتين على جائزة «السعفة الذهبية» بمهرجان «كان»، عن فيلميه «بيلي الفاتح» و«أفضل النوايا». وعلى صعيد الأفلام المبرمجة، ستعرف الدورة عرض 110 أفلام، من 23 دولة، موزعة على فقرات «المسابقة الرسمية» و«خارج المسابقة» و«خفقة قلب» و«الوصف السمعي»، فضلا عن «أفلام المدارس». ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 15 فيلما، تمثل تجارب ومدارس سينمائية مختلفة، هي أعمال أولى أو ثانية لمخرجيها، الشيء الذي ينسجم ورهان المهرجان على «اكتشاف أساليب وتجارب إبداعية جديدة في الفن السابع».